صورت شقيقي وهو “ينفِّذ”.. إعلامي في داعش يروي

صورت شقيقي وهو “ينفِّذ”.. إعلامي في داعش يروي

صورت شقيقي وهو “ينفِّذ”.. إعلامي في داعش يروي

صورت شقيقي وهو “ينفِّذ”.. إعلامي في داعش يروي

صورت شقيقي وهو “ينفِّذ”.. إعلامي في داعش يروي

صورت شقيقي وهو “ينفِّذ”.. إعلامي في داعش يروي

صورت شقيقي وهو “ينفِّذ”.. إعلامي في داعش يروي

شارك

صورت شقيقي وهو “ينفِّذ”.. إعلامي في داعش يروي

صورت شقيقي وهو “ينفِّذ”.. إعلامي في داعش يروي

 

الحلقة السادسة في سلسلة المقابلات التي اجراها الزملاء في “درج” مع عناصر في داعش اوقفوا لدى السلطات العراقية، هذه الشهادة لأحد اعلاميي التنظيم.

حازم الأمين – عليا ابراهيم

بداية شكوكي أنا مصطفى عبد الباسط عبد الصمد أحمد الغانمي، الإعلامي في “داعش”، بالتنظيم كانت في أواخر عام 2015، وما حصل حينذاك أنه بينما كنت أتولى تصوير إحدى غزوات التنظيم في مدينة الرمادي، وإذ بشقيقي الأصغر وهو من مواليد عام 1995، مشاركاً في القتال ومرتدياً حزاماً ناسفاً. سألته عن سبب ارتدائه الحزام، فأجاب أنه من باب الاحتياط ومنعاً لوقوعه في الأسر. وفيما كانت المعركة محتدمة ومقاتلو “داعش” يحاولون اقتحام مبنى تمركزت فيه قوات حكومية، وأنا اقترب بكاميرتي إلى مكان الاشتباك، وقع انفجار كبير، فصرخ المقاتلون: “لقد نفذ… لقد نفذ”، وكان المنفذ شقيقي، والتقطت بكاميرتي مشهد الانفجار. والمشهد ظهر في إصدارٍ للتنظيم اسمه “غرم الكماة 2”.

أنا من مواليد عام 1992، من مدينة البصرة. أنا الابن الوسط لعائلة من أب وزوجتين و11 ولداً. غادرنا البصرة عام 2003، بعد الغزو الأميركي للعراق. عائلتنا كانت قريبة من النظام السابق. والدي كان شيخ عشيرة وكان ضابط اتصالات في المحافظة. وعمي قتل أثناء الغزو فقرر والدي مغادرة البصرة إلى مدينة الفلوجة حيث له معارف وأقارب، والفلوجة بقيت شديدة الولاء لنظام صدام حسين، على رغم سقوطه.

كنا عائلة مقاومة للاحتلال الأميركي. شقيقي الأكبر قتل في معركة الفلوجة الأولى عام 2004. كان يقاتل مع المجاهدين. والدي وقتذاك كان يوصينا بالقتال، ولكن قبل أن يظهر تنظيم الدولة.

في ذلك الوقت، كنا انتقلنا إلى الرمادي، ذاك أن الفلوجة تحولت إلى مدينة حرب متواصلة، وكانت الرمادي ملجأ لعائلات نازحة كثيرة من الفلوجة. وكان التنظيم بدأ نشاطه، لا سيما في أعقاب هزيمة تنظيم القاعدة ومقتل أبي مصعب الزرقاوي. وكنا نحن الفتية قد بدأنا بمشاهدة إصدارات التنظيم، لا سيما بعد بدء الأحداث في سوريا. وأذكر أن الشريط المصور الأول الذي جعلني أتعلق بالتنظيم كان مشهداً مصوراً لذبح طيارين سوريين نصيريين وكان اسم الإصدار: “ولو كره الكافرون”. هذا الشريط كان بداية قناعتي بأهمية الإعلام في هذه الحرب، وقررت من بعده أن أكون إعلامياً. فقد كنا في حينها نشعر بالمهانة والهزيمة وكانت هذه الأشرطة تبث فينا روح الانتصار.

في هذا الوقت كانت المدن السنية بدأت تنتفض على الحكومة، وبدأت الاعتصامات تكبر في الساحات، وشارك فيها الجميع ومن بينهم عناصر تنظيم الدولة، الذي وجد في هذه الاعتصامات فرصته لينقض على الجميع. أما الخدمة الكبيرة التي قُدمت للتنظيم فتمثلت في إقدام القوات الحكومية على إطلاق النار على المعتصمين، وهو ما أفضى إلى حمل كثيرين السلاح لمواجهة الجيش.

الاعتصامات في بدايتها كانت سياسية، وعلى رأسها قضية اعتقال مرافقي رافع العيساوي. وأنا كنت أتولى تصويرها. وفي ظل الفوضى العارمة التي سادت المدينة في حينها، أقدم تنظيم الدولة على السيطرة على قاطع جنوب الرمادي وتم تعييني مسؤولاً عن النقطة الإعلامية في هذا القاطع.

كانت مهمتي توزيع الإصدارات ومجلة النبأ، وإدارة شاشة كبيرة عُلقت في أحد الشوارع تعرض مشاهد من المعارك التي كان يخوضها التنظيم لا سيما في سوريا. والتنظيم كان يدرك جيداً أثر الأشرطة التي يبثها وما تخلفه  من تعبئة وحماسة. كنا فتية مهزومين وجاءت انتفاضة المدن لتدفع بنا إلى مواجهات كنا ننتظرها. عائلات بأكملها شاركت في القتال.

كان للإعلام دور رئيسي في حروب الدولة، وكان للإعلاميين موقع مميز. أرسلوني إلى الموصل التي كانت الدولة أحكمت السيطرة عليها، وهناك خضعت لدورة إعلامية تضمنت تدريباً على التصوير وعلى تنزيل الأشرطة على الكومبيوتر، وعلى الطبابة، وختمت الدورة بدروس شرعية. عدت بعدها إلى الرمادي، أو إلى جزئها الجنوبي الذي كانت تسيطر عليه الدولة. وبعدها حصلت المعركة التي نفذ فيها شقيقي الأصغر العملية الانتحارية. شعرت بألم شديد من أجله وقتها، لكن ذلك لم يكن كافياً لإقناعي بمغادرة التنظيم.

أشقائي كلهم كانوا في التنظيم وقتلوا جميعاً. بقي منهم شقيق واحد في الباغوز ولا أعرف مصيره اليوم. أما أنا فما أن بدأت المدن تسقط بيد الجيش والحشد عام 2017، حتى غادرت إلى سوريا، مع أمي وزوجتي الاثنتين وأبنائي.

وصلت الى مدينة البوكمال، وفيها سجنني التنظيم نظراً لعدم التزامي قرار البقاء في العراق. وفي هذه المرحلة، بدأت تتضاعف شكوكي بالتنظيم. كانت عمليات قتل المدنيين مشهداً يومياً في البوكمال، والأخطاء الشرعية صارت أمراً شائعاً، وكان التكفير يعتمد على فتاوى أحمد بن حنبل وابن تيمية ومحمد بن عبد الوهاب. حاولت الهرب إلى تركيا، ولكن في الطريق ألقت قوات سوريا الديموقراطية القبض علي، وسلمتني إلى المخابرات العراقية. وها أنا اليوم قيد المحاكمة، في حين تقيم أمي وزوجتي في مخيم الهول في سوريا.

رابط المقال الأصلي

https://daraj.com/المصنع6هأنذا-أصوّر-شقيقي-ينفّذ-داعش/?fbclid=IwAR0kqiAMVN48lPzDX2XCFnAjTDy-7chCrGjWz6n6zf-f2Vyn-WXAXFeWysg#.XNWDrrx7lGc.facebook

شارك