جسر: تقارير:
عقبات كثيرة يفرضها فيروس “كورونا”، على دول العالم ذات الأنظمة الاقتصادية والطبية المتماسكة مقارنةً مع واقع حال قطاعي الصحة والاقتصاد في مناطق الشمال السوري، وعلى وقع هذه المقارنة المتفاوتة للغاية، ظهرت ما سميت بأنها “ابتكارات طبية جديدة”، صُنعت محلياً في إطار مواجهة “كورونا”، يرى القائمون عليها أنها من الممكن أن تقلل حجم الكارثة التي طالما حذرت منها جهات طبية شمال غرب البلاد.
جهود مبذولة
وللوقوف على تفاصيل “الابتكارات” المعلن عنها في مدينة إدلب تواصلت “جسر”، مع “يامن أبو الوليد”، مدير شركة “وايت روم”، التي كشفت عن “الأجهزة الطبية “عبر مؤتمر صحفي عقدته مؤخراً بمشاركة فنيين ومدربين وجهات طبية وإعلامية في الشمال السوري.
يقول “أبو الوليد” إن “أبرز ما أعلنت عنه الشركة هو جهاز تنفس صناعي محلي الصنع، وجهاز “pcr” الذي يساعد على تسريع العمل على التحاليل الخاصة كورونا المستجد، وذلك ضمن إجراءات التصدي للفيروس شمال سوريا”، موضحاً أن اختراعات منتظرة ذات صلة يجري التحضير لها.
“120 منفسة وجهاز اختبار واحد لـ 4 ملايين شخص” بهذه العبارة يختزل مدير شركة “وايت روم”، الأسباب التي دفعت الفريق الشبابي الذي يديره للعمل على تجهيز معدات طبية محلية الصنع بجهود كبيرة، سعياً إلى سد نقص التجهيزات الطبية، ويأتي ذلك في إطار التصدي لفيروس “كورونا”.
وأكد “أبو الوليد” أن الطاقة الانتاجية للشركة 30 جهاز تنفس اصطناعي في الأسبوع الواحد، عند توفر المتطلبات الأساسية، في وقت استغرق الجهاز الأول 20 يوماً مع دخوله في عدة مراحل من التطوير والتجريب، ومن المتوقع أن يستفيد منه ملايين السوريين شمال سوريا، مشيراً إلى أن الأطباء توقعوا بأن الشمال السوري بحاجة إلى “4000” منفسة في حال دخول فيروس “كورونا”، مرحلة التفشي، ما دفع الشركة إلى ترتيب الأولويات وبالرغم من ضعف الإمكانيات استطاعت تحقيق “نجاح طبي” على مستوى الشمال السوري، بإشراف لجنة علمية مختصة.
ويقول أحد الأطباء ممن حضروا الكشف عن الأجهزة الطبية مؤخراً لـ “جسر“: “صدمت من حجم المعرفة والخلفية الطبية للشبان القائمين على تصنيع الأجهزة، لا سيما الشاب الذي طرح فكرة التصنيع”، مشيراً إلى أن أبرز ما يمكن ملاحظته الحيوية والروح المعنوية العالية في الفريق والحالة النفسية التي يتمتع بها، رغم الظروف الحالية، واصفاً الفريق الشبابي بأنه مفعم بالمعرفة والخبرات ومتحمس لاستكمال طريق الابتكار والمعرفة العلمية.
عن “الابتكارات”
زود مدير الشركة صحيفة “جسر”، معلومات تفيد بأن جهاز تنفس صناعي يتألف من جزئين أساسيين، الأول ميكانيكي أو هوائي ويكون مسؤولاً عن تزويد المريض بكمية الهواء المطلوبة، ويتألف من مجموعة من الأنابيب الهوائية التي تسمح لدخول وخروج الهواء لتشكل الدائرة التنفسية، ومجموعة من الصمامات التي تسيطر على دخول وخروج الهواء منها، فيما يشكل الشق الثاني من الجهاز الجزء الالكتروني وهو المسؤول عن تنظيم عملية الشهيق والزفير، وتحديد ضغط معين الهواء، من أجل التحكم بالدورة النفسية للمريض.
وعن الاستخدامات، قال “الجهاز معد للاستخدام في حالات فقدان الوعي وإنعاش القلب والصدر وحالات صعوبة التنفس، وله العديد من الخصائص منها تحديد عدد مرات التنفس ونسبة الأوكسجين، ويعمل على التيار المتناوب “220 AC” والتيار المستمر ”12DC“.
وأضاف أن “الابتكار الثاني هو جهاز يقوم بإكثار نسخ الحمض النووي “DNA”، خارج النظام الحيوي في المختبر كما يعد تقنية استنساخ قطعة محددة من الحمض النووي، ومضاعفة انتاجها، ليتسنى إجراء اختبارات وفحوص إضافية”، وتهدف هذه التقنية بحسب المسؤول في الشركة إلى تضخيم جزيئات قليلة من الحمض النووي بعد استخلاصه من خلايا الجسم وذلك عبر مرحلتين، التفكيك عن طريق رفع الحرارة لفحص الحمض والالتصاق بواسطة الروابط الهيدروجينية مع الحمض النووي الأصل”.
نفق التعقيم
ومن المنتظر أن يكشف عن نفق يسمى “نفق التعقيم” قريباً، وهو عبارة عن نفق مصغر بأبعاد مناسبة يهدف إلى تعقيم المارين منه عن طريق نشر رذاذ خفيف من المواد المعقمة، لتتم عملية التعقيم بأكبر قدر ممكن من الفعالية دون إحداث البلل، ويصلح للاستخدام عند مداخل المؤسسات الأماكن السكنية الكبرى، لتعقيم الأشخاص وما يحملونه حين عبورهم داخله.
آراء المدنيين
رصدت “جسر”، جانباً من آراء المدنيين في الشمال السوري حول أهمية هذه الابتكارات المعلن عنها بالنسبة لهم، وفي سياق ذلك يرى “محمد الحسين” وهو نازح من حلب ومقيم في إدلب أن “أهمية هذه الابتكارات تكمن في زيادة تفاؤله بتلاشي المخاوف من عدم وجود رعاية صحية كافية مناسبة لحالات الإشتباه بـ “كورونا”، في حال تم تزويد المشافي والنقاط الطبية بالأجهزة المستخدمة في رعاية المرضى المصابين.”
من جانبه أعرب “علاء العويد”، عن عدم تفاؤله الكبير بنجاعة تلك التجهيزات المحلية، مرجحاً أنها ستبقى في طور الإنتاج المحدود وفي حال عدم دعمها لن تتجاوز توصيف “التجربة”، ويبني رأيه على واقع الحال الذي يشاهده في إدلب، مثمناً جهود الفرق التطوعية التي عملت على التوصل إلى هذه “الابتكارات”.