“طشوش” أم حسين الذي لم يُنثر

“طشوش” أم حسين الذي لم يُنثر

“طشوش” أم حسين الذي لم يُنثر

“طشوش” أم حسين الذي لم يُنثر

“طشوش” أم حسين الذي لم يُنثر

“طشوش” أم حسين الذي لم يُنثر

“طشوش” أم حسين الذي لم يُنثر

شارك

“طشوش” أم حسين الذي لم يُنثر

“طشوش” أم حسين الذي لم يُنثر

في ساحة منزل جاسم العاصي وسط بلدة غرانيج شرق ديرالزور، اجتمع قسم من أهالي البلدة، لاستقبال حمد جاسم العاصي، وبوادر الفرح تعتري الجميع.

حمد أحد أبناء عشيرة الشعيطات، كان قد اختطفه تنظيم “الدولة الإسلامية” قبل أشهر من بادية غرانيج، لكنه عاود إطلاق سراحه مؤخراً ضمن عمليات التفاوض مع “قوات سوريا الديموقراطية”.

وصول حمد إلى منزله ترافق مع إطلاق النار وتوزيع الحلويات واهازيج اخواته الفرحات بعودته، وموجة من الأسئلة التي داهمته وسط ساحة المنزل، من أهالي رفاقه الذين لا يزالون في سجون التنظيم.

ما لفت انتباه الجميع في تلك الليلة، امرأة مسنة وصلت إلى حمد بعد أن زاحمت سيلاً من البشر إلتف حوله، بعد وصولها وتقبيلها له رجته ان يطمئنها على ولدها، حسين المعتقل لدى التنظيم.

حمد أبدى اهتماماً كبيراً بالسيدة، وأخبرها أن حسين لم يكن معه في السجن ذاته، لكنه سمع أنه بخير وقد يخرج في أي لحظة، بناء على مجريات التفاوض بين طرفي الصراع.


استئناف المعركة
استأنفت “قوات سوريا الديموقراطية” ليل الإثنين، عملياتها العسكرية ضد تنظيم “الدولة” في مخيم الباغوز، آخر نقطة يُسيطر عليها شرق نهر الفرات. هجوم “قسد” جاء بدعم جوي من طيران التحالف الدولي، الذي استهدف مناطق التنظيم بعشرات الغارات، خاصة المناطق المحيطة بالمخيم والتي تعتبر خطوط الدفاع التي يتحصن بها مقاتلو التنظيم.

وتمكنت “قسد” في الساعات الأولى للهجوم، من السيطرة على تلة الجهفة أعلى النقاط المطلة على المخيم، والتي تعتبر خط الدفاع الأول عنه. السيطرة على تلة الجهفة أتاحت لقوات “قسد” أفضلية هجومية، خاصة أن مناطق التنظيم باتت مكشوفة أمام قواتها المهاجمة، ما ساعدها في الحد من تحركات مقاتلي التنظيم والسيطرة النارية على أرض المعركة.

تنظيم “الدولة” الذي يستميت في عملية الدفاع، يحاول ترتيب صفوفه ومحاولة استعادة تلة الجهفة، عبر عمليات القصف المكثف على التلة والعمليات الانتحارية.

وخسرت “قسد” في المعركة 6 قتلى وعدداً من الجرحى، بينما خسر التنظيم 32 قتيلاً وعدداً من الجرحى، بينهم أطفال ونساء من عوائل مقاتليه، سقطوا نتيجة قصف التحالف.

انتهاء التنظيم بات رهين ساعات قليلة من العمليات العسكرية، إلا إذا عاد ملوحاً بورقة التهدئة والتفاوض على مصير عشرات المعتقلين الذين لايزالون في قبضته.

آخر الخارجين
انطلاق المعارك سبقه بساعات خروج 60 شخصاً من مقاتلي التنظيم وعائلاتهم، إضافة لثلاث نساء أيزيديات، تمكنّ من التسلل ضمن المجموعة الفارة.

وتعتبر هذه الدفعة آخر المجموعات الخارجة من المخيم، ضمن عملية التهدئة التي أعلنتها “قسد”،  كفرصة أخيرة للراغبين في تسليم أنفسهم قبل انطلاق المرحلة الأخيرة للمعركة.

القيادي في “قسد” أحمد عفرين قال، لـ”المدن”، إن المخيم لا يزال يحتوي عدداً كبيراً من النساء والأطفال من عوائل مقاتلي التنظيم، لكنهم “يرفضون الخروج رغم محاولاتنا المتكررة بضرورة تحيدهم عن المعركة”.

وأضاف عفرين أن “الطريق مفتوح للراغبين في الخروج، وفي حال تطلب الأمر إعلان التهدئة للوصول إلى اتفاق مع من بقي داخل المخيم، نحن على استعداد، للحفاظ على أرواح النساء والأطفال”.

وبحسب الخارجين، فإن من بقي داخل المخيم من الأطفال والنساء يتجاوز عددهم 200 شخص، يعيشون في ظروف قاسية نتيجة القصف المستمر وعدم توفر الغذاء والدواء.

كواتم رداً على الباغوز
خلايا تنظيم “الدولة” التي تنشط شرق الفرات، ردت على معارك الباغوز، بعمليات اغتيال طالت شخصيات قيادية في “قوات سوريا الديموقراطية”، حيث قام عناصر تلك الخلايا باستهداف أنور الأحواز القيادي العسكري في “قسد”، داخل قرية بريهة في الريف الشمالي بمسدس كاتم للصوت، فاردوه قتيلاً.

والأحواز كان المرافق الشخصي للضابط المنشق “أبو اسحق الاحواز”، القيادي البارز في “قسد” والذي تم اغتياله قبل نحو شهر بعبوة ناسفة، وتسلم كافة مهامه بعد مقتل الأخير. كما شنت خلايا التنظيم هجوماَ على حاجز كوع الخاشع شرق مدينة الصور، ما تسبب بمقتل وجرح عدد من عناصر الحاجز.

عملية الاستهداف الأخيرة دفعت “قسد” لشن عملية أمنية ضد خلايا التنظيم في الريف الشمالي، أسفرت عن اعتقال 9 عناصر على علاقة بالتنظيم، 6 منهم من أبناء بلدة الصور وثلاثة من قرية الفرج.

قتل حسين
أم حسين التي انتظرت عودة ابنها من سجون التنظيم، لم تترك امراً للصدفة؛ رتبت كل شيء لعودته، الحلويات أو ما يعرف محلياً بالطشوش “وهو كرميلة تنثر تعبيراً عن الفرح”، الذبائح التي سوف تقوم بتوزيعها بمجرد وصوله، حتى اللباس، خاطت له ثياباً جديدة ليستقبل بها المهنئين، لكن كل ذلك انتهى بلحظة، فصلت بين فرح لا حدود له وحزن لا شفاء منه، بعد بث التنظيم فيديو لضحايا قصف التحالف الذي استهدف مناطقه، حيث تعرف ابن جيرانهم على حسين المسجى بثوبه المخطط بعد أن فارق الحياة.

حسين قتل مع أربعة آخرين من أقاربه بغارة جوية، استهدفت السجن الذي كان يحتجزهم فيه التنظيم داخل الباغوز، وطشوش والدته لم يُنثر.

المصد: صحيفة المدن ١٣ آذار ٢٠١٩

شارك