طعمة – نحاس: لماذا انهار التحالف الأقدم في المعارضة السورية؟

طعمة – نحاس: لماذا انهار التحالف الأقدم في المعارضة السورية؟

طعمة – نحاس: لماذا انهار التحالف الأقدم في المعارضة السورية؟

طعمة – نحاس: لماذا انهار التحالف الأقدم في المعارضة السورية؟

طعمة – نحاس: لماذا انهار التحالف الأقدم في المعارضة السورية؟

طعمة – نحاس: لماذا انهار التحالف الأقدم في المعارضة السورية؟

طعمة – نحاس: لماذا انهار التحالف الأقدم في المعارضة السورية؟

شارك

طعمة – نحاس: لماذا انهار التحالف الأقدم في المعارضة السورية؟

طعمة – نحاس: لماذا انهار التحالف الأقدم في المعارضة السورية؟

جسر: تقارير:

انهار خلال الأسبوع الأخير واحد من أقدم التحالفات في المعارضة السورية، وهو التحالف الذي نشأ قبل سبع سنوات بين أحمد طعمة رئيس الحكومة المؤقتة السابق، وعبيدة نحاس رئيس حركة التجديد الوطني.

وكان تحالف طعمة – نحاس بدأ في 2013 قبل زيارة قام بها المجلس الوطني السوري آنذاك إلى السعودية لعقد صفقة تتيح إسقاط المرشح لرئاسة الحكومة المؤقتة غسان هيتو، المدعوم من القيادي المعارض ورجل الأعمال مصطفى صباغ.

ولسنوات أثرت المناكفة التي قام بها تحالف طعمة – نحاس ضد تحالف هيتو – صباغ على التوازنات القلقة في الائتلاف الوطني والعلاقات داخل المعارضة السورية، بما في ذلك علاقات المعارضة الخارجية تحت ضغط صلات التحالفين الإقليمية، خاصة بعدما عقد طعمة ونحاس اتفاقاً مع أحمد الجربا رئيس الائتلاف (2013 إلى 2014) في حينها بما مهد لانتخاب طعمة رئيساً للحكومة المؤقتة في 2013.

ولكن أحمد طعمة أسدل الستار على الفصل الأخير لهذا التحالف يوم الجمعة الماضي عندما أعلن أنه “مستقل” ولم يكن يوماً في حركة التجديد الوطني، التي ارتبط اسمه بها بقوة، خاصة في السنوات الأخيرة وهي فترة قيادته لوفد أستانا المعارض، حيث شارك طعمة ونحاس في مؤتمر سوتشي 2018 مخالفَين بذلك موقف المعارضة السورية المتمثلة بالائتلاف الوطني.

وقال طعمة في تغريدة على تويتر الجمعة (كنت طيلة حياتي حراً مستقلاً أعمل وفق قناعاتي الفكرية والسياسية، ولم انضم يوماً الى أي تكتل حزبي، وكنت شديد الحرص على أن أصنف من المستقلين في اعلان دمشق، لذلك أعلن أنني لم أكن في يوم من الأيام جزءً من حركة التجديد الوطني ولن أكون ولا أوافق على منهجهم الفكري ولا على سلوكهم السياسي).

وحسب تقرير صحيفة “جسر” (أحمد طعمة ينشق عن عبيدة نحاس ويتوسد ذراع نصر الحريري!) الذي نشر قبل أيام فلم ترد حركة التجديد الوطني على التغريدة، وإنما اكتفى رئيسها عبيدة نحاس بالتغريد (د. أحمد طعمة قامة وطنية وأخ عزيز، عملنا معاً لسنوات، وإذا افترقت طرقنا، فلن تختلف وجهتنا في العمل من أجل سورية الحرة الديمقراطية)، في تصريح فُهم منه أن طعمة كان شريكاً سياسياً ولكن هذه الشراكة انتهت.

لكن ثارت التساؤلات في أوساط المعارضة السورية عن سبب تصريح أحمد طعمة المفاجئ والذي تعرف المعارضة السورية أنه غير صحيح، فلقد كان مدعوماً بقوة من حركة التجديد الوطني، التي ساهم في تأسيسها قبل 4 سنوات إلى جانب عبيدة نحاس وآخرين، بعد أن انشقا عن حليفهما السابق أحمد رمضان. ويعرف كثير من المعارضين السوريين في إستانبول كيف يتواجد طعمة ونحاس في اجتماعات للمعارضة التي ينسقانها معاً، والاجتماعات التي شاركا فيها بصفتهما “زميلين” وقياديين في الحركة وليس فقط كأصدقاء.

وحسب مصادر خاصة تحدثت إلى “جسر” فإن طعمة انضم أخيراً إلى الائتلاف الوطني ممثلاً عن مجلس القبائل والعشائر الذي أنشأته تركيا بمساعدة أحمد طعمة لتمثيل شمال شرق سوريا، وبعد انتخاب نصر الحريري في شهر تموز الماضي، شن رئيس حركة التجديد الوطني هجوماً عنيفاً على الطريقة التي تمت بها الانتخابات، مشبهاً إياها بانتخابات النظام وحزب البعث، وهو ما لم يوافق عليه طعمة، حيث غرد النحاس (قيادة الائتلاف الوطني الجديدة وصلت بانتخابات شكلية رشحت فيها قائمة واحدة. الديمقراطية ثقافة كما هي مطلب. والثورة السورية انطلقت للتخلص من الحزب الواحد، وليس لاستنساخ حكم البعث أو إعادة إنتاج رموزه وشخوصه، ولذا تساوت لدى السوريين انتخابات الائتلاف ومجلس الشعب في سورية).

 

انهيار التحالف:

وأخيراً انهار التحالف بين الرجلين إذن، رغم أنه كان يُفترض أن ينهار منذ سنوات، بل كان هناك تساؤلات كيف صمد أصلاً، خاصة بعد أن عُرف أحمد طعمة بتصريحاته المعبرة عن موقف الحكومة التركية أكثر من مواقف المعارضة، في الوقت الذي اتجه فيه عبيدة نحاس وحركته نحو روسيا، وقام بزيارات عدة إلى شمال شرق سوريا بحماية الإدارة الذاتية التابعة لمجلس سوريا الديمقراطية، بما في ذلك زيارته الشهيرة إلى منبج في 2018 في الوقت الذي كانت فيه تركيا تفاوض الولايات المتحدة على إخراج قوات سوريا الديمقراطية منها، وهذه المفارقات كانت تثير الدهشة والشكوك بين المعارضين.

لكن مراقبين في المعارضة لمواقف طعمة في أستانا، ونحاس من موسكو وسوتشي، كانوا يتهمون الرجلين بأنهما يؤديان دوراً هاماً في تقديم التنازلات باسم المعارضة السورية إلى كل من روسيا والنظام السوري.

ويبدو أن هذا الطريق وصل إلى نهايته، وأن هجوم نحاس الأخير على نصر الحريري بعد أن انقلب على السعودية التي دعمته خلال رئاسة هيئة التفاوض، وتحوله إلى حليف لتركيا التي دعمت انتخابه رئيساً للائتلاف الوطني المعارض، كان الشعرة التي قصمت ظهر البعير. فأحمد طعمة تحالف مع الحريري ودعم انتخابه بقوة قبل شهرين، في الوقت الذي كان نحاس يدعم ترشيح منافسه لرئاسة الائتلاف هيثم رحمة، الذي انسحب في اللحظة الأخيرة لأنه لم يحصل الأصوات المطلوبة، فنجح الحريري دون منافس.

وكوفئ أحمد طعمة على موقفه من الحريري، بضمه مقابل أجر إلى لجنة استشارية تابعة لرئيس الائتلاف يرأسها أحمد رمضان، كما دُعي طعمة إلى الحضور في اجتماعات الهيئة السياسية للائتلاف بشكل دائم مع أنه لم يُنتخب عضواً فيها.

وبحسب مصادر المعارضة فإن انشقاق أحمد طعمة المقرّب من تركيا عن حركة التجديد الوطني يعد تطوراً هاماً بعد التقارب الذي قامت به الحركة مع منصة موسكو وحزب الإرادة الشعبية برئاسة قدري جميل الذي أصدر وعبيدة نحاس موقفاً سياسياً مشتركاً في أيار الماضي، طالبا فيه بالبدء الفوري في التغيير الجذري الشامل في سوريا. وفي نهاية شهر آب الماضي أعلن حزب الإرادة الشعبية في موسكو اتفاقاً مع مجلس سوريا الديمقراطية، وقعه قدري جميل وإلهام أحمد.

وبحسب المصادر المعارضة فإن انشقاق طعمة هو الرد على تقارب حركة التجديد مع منصة موسكو، ويسود اعتقاد بأن طعمة قد حسم خياره بالابتعاد عن حركة التجديد، والانحياز إلى قيادة الائتلاف الجديدة، وبالتالي موقف المعارضة المبدئي، الذي قرر أن يتبناه بعد انهيار مسار أستانا.

شارك