عامان من الثورة,, مليون لاجئ مُسجَّل وباقي السوريين ينتظرون التسجيل

عامان من الثورة,, مليون لاجئ مُسجَّل وباقي السوريين ينتظرون التسجيل

عامان من الثورة,, مليون لاجئ مُسجَّل وباقي السوريين ينتظرون التسجيل

عامان من الثورة,, مليون لاجئ مُسجَّل وباقي السوريين ينتظرون التسجيل

عامان من الثورة,, مليون لاجئ مُسجَّل وباقي السوريين ينتظرون التسجيل

عامان من الثورة,, مليون لاجئ مُسجَّل وباقي السوريين ينتظرون التسجيل

عامان من الثورة,, مليون لاجئ مُسجَّل وباقي السوريين ينتظرون التسجيل

شارك

عامان من الثورة,, مليون لاجئ مُسجَّل وباقي السوريين ينتظرون التسجيل

عامان من الثورة,, مليون لاجئ مُسجَّل وباقي السوريين ينتظرون التسجيل

سانتياغو نصار
في تغطيتها للذكرى الثانية للثورة السورية، تباينت الصحف الغربية في عناوين مقالاتها وتحليلاتها، واتّفقت معظمها على أغلب تفاصيل المحتوى. سنتان من الثورة، سنة من الحرب، هذه هي الجملة التي تلخّص معظم ما قامت به الدوريات والمواقع الغربيّة من تغطية للأحداث المتسارعة في سورية. كان الجميع متفقًا بأنها حرب أهلية الآن، وبقي الاختلاف في تحديد تاريخ بدايتها.

هتافاتٌ تحت النار: مدنيّة أم إسلامية
كانت التغطية السياسية والميدانية الأبرز في شبكة سي إن إن الأميركية، حيث امتلأت المقالة الطويلة في تاريخ اندلاع الثورة بتفاصيل دقيقة، وقد كانت البداية من الوضع السياسيّ ابتداءً بلجان التّنسيق المحليّة والمظاهرات المدنيّة، وصولاً إلى الائتلاف الوطنيّ لقوى الثورة والمعارضة والشبكات الناطقة باسم الجيش الحر، حيث تحدثت المقالة عن الظروف التي ولد فيها المجلس الوطنيّ برئاسة برهان غليون، لتولد معه الخلافات بين صفوف المعارضة، حيث كان المجلس الوطنيّ الناطق باسم الخارج، فيما كانت هيئة التنسيق هي الناطق الأبرز باسم الداخل. وقد استمرت الخلافات شهورًا طويلة إلى أن ولد الائتلاف الوطنيّ الذي قام بتحييد المجلس الوطني في كثيرٍ من المفاصل السياسية، وأصدر حكمًا غير مباشر بموت سريريٍّ لهيئة التنسيق، لتبدأ جولات التفاوض على تشكيل حكومة، تخلّلها إعلانٌ مفاجئ من رئيس الائتلاف معاذ الخطيب برغبته في التفاوض مع النّظام بشروط كان أهمها إطلاق 160 ألف معتقل، وتجديد جوازات السفر لكل من هو خارج البلاد.
بعيدًا عن السياسة، كانت التغطية الميدانية مهمة كذلك، إذ يمكن القول، بعد عامين من الثورة، بأن الكفة لا تزال شبه متوازنة بين الجيش النظامي والجيش الحر، مع سيطرةٍ شبه كاملة للجيش الحر على إدلب ومعظم المنطقة الشرقية وريف حلب وريف دمشق، فيما بقيت باقي المدن، ومدينة دمشق خصوصًا ضمن سيطرة الجيش النظامي، فيما عدا محاولاتٍ متكررة لاقتحام المدينة من قبل الجيش الحر، كانت تنتهي باشتباكاتٍ يعود بعدها كل طرف إلى مواقعه.
إضافةً إلى ذلك، تحدّثت بعض الصحف عن عودة لشبح التقسيم، لا سيما بعد تحرير الرقة والسيطرة عليها من قبل الجيش الحر، إذ أكدت تقارير متفرقة بأن تحرير الرقة كان بمثابة إعلان خط حدود وهمي بين شطرَيْ الدولة السورية.
في سردها لمراحل الثورة السورية، أشارت الشبكة إلى أن بداية الانتفاضة من مدينة درعا، ومن ثم انتقالها إلى باقي المدن بسرعاتٍ متفاوتة، كان تحت مظلة المظاهرات المدنية والسلمية، ولم تظهر بوادر التسلح إلا في حوادث قليلة متفرقة، ليبدأ التسلح الفعلي بعد أكثر من ستة أشهر على بداية الثورة، إذ مع حلول شهر تشرين الثاني 2011 كان عدد ضحايا إطلاق النار من قبل الأجهزة الأمنية في قمعها للمظاهرات يقارب 2200، حينما كانت الثورة لا تزال سلمية في أغلبها. وبعد دخول الثورة في عامها الثالث، خرجت أصوات معارضة لأسلمة الثورة أو احتكار جبهة النصرة لها، في ظل غياب تام للمظاهرات بل وحتى الناشطين المدنيين الذين كان نصيب بعضهم الاعتقال أو القتل على يد النّظام، فيما فضّل البعض الآخر الهجرة إلى بيروت أو القاهرة أو تركيا، ويلاحظ المراقبون تزايد عدد هذه الأصوات المعارضة لتيّار الإسلام السياسي الذي كاد يسيطر على معظم مفاصل العمل الميداني.
مشفى مفتوح، أمٌّ قلقة، وضحيةٌ تُشهر سلاحها
ركّزت مجلة “تايم” الأميركية، عبر تغطيةٍ من مراسلتها رانيا أبو زيد، على الجانب الإغاثيّ، حيث تقول أبو زيد: “كيف تبدو سوريا بعد عامين؟ يمكن تلخيص الأمور بصور متعددة، كأن ترى ولدًا وفتاةً صغيرين تحت الرّكام، يهرع بهما الناس ركضًا إلى المشفى علهم ينجحون في إنقاذهما، ثم يعودون للبحث عن ضحايا آخرين تحت الركام. سورية بعد عامين، تبدو مثل أم قلقة تبحث عن أولادها”.
وتقول منظمة “أطباء بلا حدود” إن “البنى التحتية الطبية من مستشفيات ومستوصفات هي أهداف دائمة للقصف الممنهج والمتعمّد الذي يخلّف الكثير من الضحايا من الأطباء الذين يصرّون على البقاء داخل البلاد لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من خلال المشافي الميدانية ذات الإمكانيات المتواضعة”.
أما روبرت مارديني، مدير عمليات مكتب الشرق الأوسط للجنة الدولية للصليب الأحمر، فيؤكد أن المئات يسقطون يوميًا جرّاء القصف، وأضعافهم من الجرحى والمشردين، شارحًا بأن الصليب الأحمر ليست لديه الإمكانيات الكافية للإغاثة خاصة في ظل عدم توفر معلومات مسجّلة عن عدد المتضرّرين الذين تقدّرهم المنظمات الدولية بالملايين بين جريح ومفقود ومعتقل ومخطوف ولاجئ. أما المفقودون والمخطوفون فيصل عددهم إلى عشرات الآلاف، وهي قضية هامة جدًا ويجب أن تأخذ حقها من الاهتمام خاصة مع انعدام أي أفق قريب للحل السياسي أو إيقاف ولو مؤقّت للحرب الدائرة، مما سيؤدي إلى تضاعف هذه الأرقام.
في قضية منفصلة أشارت بعض الصحف إلى تزايد حالات الانتهاك من قبل الجيش الحر، خاصة فيما عُرف بقضيّتَيْ “الرجل الأصفر” و”أبو مريم” في حلب، منبّهةً إلى أن استمرار تدهور الأوضاع الميدانية ودوّامة العنف وعدم وجود قيادةٍ سياسيّة موحّدة للمعارضة، سيؤدّي إلى تزايد هذه الحالات، التي لا يمكن مقارنتها بالعنف المنهجيّ للنظام بكل تأكيد.
[blockquote align=”none” author=””]سورية بالأرقام* بعد عامين على الثورة
2.5 مليون نازح داخل سورية
1 مليون لاجئ مسجّل خارج الحدود
2 مليون طفل متضرّر صحيًا ودراسيًا
70 ألف شهيد
110 ألف معتقل ومفقود
سبعة آلاف شخص يغادر الحدود يوميًا[/blockquote]
رقم أخير: بلغ عدد الضحايا السوريين خلال عامين، نصف عدد ضحايا يوغوسلافيا السابقة في الحرب التي امتدت ثماني سنوات.
*بحسب منظمات تابعة للأمم المتحدة

شارك