مراسل القامشلي: جسر
خيوط جديدة تتكشف اليوم في ازمة الغاز المتنقلة من مدينة الى مدينة، دون أن تعرف حكومة النظام حلاً لها، الخيوط تشير الى أن البداية هي قوات سوريا الديمقراطية (قسد) التي تمسك بالمصدر “حقول الغاز”، مرورا بشبكة يديرها “القاطرجي” وشريكه “أبو دلو”، اللذان يأخذان بيد من (قسد) ليعطيا النظام باليد الاخرى محققين أرباحاً خيالية، يدفع فاتورتها المواطن السوري من جيبه واعصابة وووقته.
بحسب مصدر مطلع(فضل عدم التصريح باسمه) كشف لمراسل جسر أن قسد وضمن مناقصة نظامية منحت حصر توزيع الغاز لمتعهد يدعى (أبو دلو) هو تاجر مقرب منها، وشريك الاخوة “القاطرجي” ووكيل شركة الحافظ للحولات المالية، دوره هو توريد النفط الخام ومادة الغاز من حقل السويدية، الواقع تحت سيطرة حزب العمال الكردستاني، ونقله لساحة النفط القريبة من مطار القامشلي التابع للنظام كي يجري تسليمه لوكلاء “القاطرجي” الذين بدورهم ينقلون الغاز مع صهاريج النفط باتجاه الساحل السوري ومناطق سيطرة قوات الاسد.
وتابع المصدر بأن حصر توزيع الغاز بالمدعو ( ابو دلو) وتقاسم الحصص مع القاطرجي، ادى الى ازمة في تأمين مادة الغاز حتى في مناطق قسد حيث قفز سعر الجرة من 2200 ل.س الى 4000 ل.س، بعد ان عمد ابو دلو الى اعتماد عناصر من قسد لبيع اسطوانات الغاز يتحكمون في الاسعار مستغلين النقص في توفر المادة.
اما القاطرجي فإن شاحناته جاهزة وتعمل على مدار الساعة، لنقل الغاز الى مراكز الحكومة السورية وفقا لتوجهات تاتيه من دمشق، حيث كشف المصدر بأنه يشحن يومياً، ما بين 5000 الى 10000 جرة غاز ، يشترى الاسطوانة الواحدة بسعر 1700 ل.س ، من شريكه (ابو دلو)، ويبيعها للنظام بنسبة ارباح عالية، علما ان السعر الرسمي لها لدى المراكز المعتمدة هو 2700 ل.س، اي ان ارباحه اليومية تصل الى ملايين من كل صفقة غاز.
وكانت أعلنت وزارة النفط والثروة المعدنية لدى حكومة النظام عن رفع إنتاجها إلى 130 ألف اسطوانة اعتبارًا من 12 من كانون الثاني، بعد وصول ناقلات غاز جديدة، وفق ما ذكر موقع صحيفة “الثورة” الحكومية.
ما يعني عمليا ان القاطرجي قد اشترى ناقلات جديدة كي يضاعف دخله من نقل الغاز والنفط الى مناطق سيطرة النظام.
وجدير ذكره أن معظم المحافظات السورية والمدن الخاضعة لسيطرة النظام تشد أزمة حادة بسبب فقدان الغاز، وتداول موالون للأسد على مواقع التواصل الاجتماعي صوراً تظهر طوابير حاشدة من المدنيين في عدد من المحافظات السورية تنتظر الحصول على “جرة الغاز” على الرغم برودة الطقس، ما فسح المجال لنشوء سوق سوداء ضاعف من سعرها، وبلغ سعر أسطوانة الغاز في محافظة حلب بالسوق السوداء نحو 17 ألف ليرة سورية ، بينما وصل سعرها في مناطق متفرقة في ريف دمشق إلى 11 ألف ليرة سورية.