عملية “نبع السلام”: تركيا تجتث حزب العمال الكردستاني

عملية “نبع السلام”: تركيا تجتث حزب العمال الكردستاني

عملية “نبع السلام”: تركيا تجتث حزب العمال الكردستاني

عملية “نبع السلام”: تركيا تجتث حزب العمال الكردستاني

عملية “نبع السلام”: تركيا تجتث حزب العمال الكردستاني

عملية “نبع السلام”: تركيا تجتث حزب العمال الكردستاني

عملية “نبع السلام”: تركيا تجتث حزب العمال الكردستاني

شارك

عملية “نبع السلام”: تركيا تجتث حزب العمال الكردستاني

عملية “نبع السلام”: تركيا تجتث حزب العمال الكردستاني

جسر: رأي:

باشرت القوات التركية عملية عسكرية واسعة النطاق في منطقة شرق الفرات السورية، حيث سيطرة قوات سورية الديمقراطية التابعة لحزب اﻻتحاد الديمقراطيد الفرع السوري لحزب العمال الكردستاني المصنف دوليا حركة ارهابية، والذي تعتبره تركيا عدوا قوميا يستهدف ارضها وشعبها في حياتهم ويعمل على خلق كيان انفصالي كردي في تركيا، والذي يسيطر على الشمال السوري وممتدة في منطقة الجزيرة السورية كاملة، ظالما و مضطهدا للمكونات السورية كاملة، وخاصة العرب والكرد، متصرفا على الأرض بصفته سلطة قمعية على غرار النظام السوري بكل أفعاله السيئة ضد الشعب السوري في كل سورية.

وبالعودة زمنيا للخلف قليلا سنعرف ان حزب العمال الكردستاني شكله حافظ الأسد من بعض الاكراد الاتراك والسوريين، بهدفين مترابطين، الأول تجنيد الشباب الكرد السوريين لقضية قومية مدعاة وهي بناء دولة كردستان على أرضها التاريخية الموجودة اغلبها في تركيا، وبالتالي جعلهم خنجرا في ظهر تركيا كل الوقت. والثاني إبعاد الأكراد السوريين عن أي تفكير في تواجدهم وحقوقهم في سورية دولتهم الام. واستطاع النظام السوري أن يؤثر على تركيا عبر عمليات الحزب الارهابية فيها، وسرعان ما جهزت جيشها واعلنت استعدادها للحرب مع سورية إن لم ترفع يدها عنه، وبالفعل اذعن حافظ الاسد وساعد على تسليم عبد الله اوجلان زعيم الحزب للاتراك، واضمحل الحزب وهرب بعض قادته الى جبال قنديل في العراق، ودخل في مرحلة موت بطيء، ومن نهاية الثمانينات من القرن الماضي اعتبرت تركيا والعالم معها، حزب العمال حزبا ارهابيا، واعطيت الضوء الأخضر لاستئصاله على أرضها.

كان للربيع السوري دورا بالنسبة للنظام السوري الذي قرر أن يحارب شعبه، ولم يستجب للتدخلات التركية من أجل القيام بإصلاحات استجابة لمطالب السوريين، وسرعان ما تحولت الدولة التركية لاكبر حليف للثورة السورية، مما دفع النظام السوري أن يعيد احياء الحزب في دورين متكاملين متداخلين: الأول أن يسلم النظام السوري له الاراضي السورية التي يتواجد فيها الأكراد بنسبة كبيرة، ليكون حيث يستطيع قمع الثورة التي شارك فيها الأكراد السوريين مع بقية مكونات الشعب السوري، و يسيطر على هذه الأرض باسم الاتحاد الديمقراطي ومشتقاته قوات سورية الديمقراطية وغيرها. لقد كانوا نموذجا للظلم والتطهير العرقي للعرب والكرد، جندوا الشباب والأطفال واستغلوا الناس وهجروهم وحولوا حياتهم الى جحيم لا يطاق. والثاني أن يعيد الحزب الكرة في الدور التخريبي الإرهابي في الداخل التركي، استمرارا لدوره القديم. وبالفعل وقعت تركيا ضحية عمليات ارهابية كثيرة كانت من فعل العمال الكردستاني. وبذلك عاد الحزب ليكون اولوية في ضرورة مواجهته من قبل تركيا دولة وشعبا.

لم يكتفي الحزب وجناحه في سورية أن ينفذا اجندة اضطهاد الشعب السوري حيث هو والعمل الارهابي ضد تركيا فقط، بل جعل نفسه في موقع ميليشيا تخدم من يدفع لها، وبذلك أصبحت جزء من معركة التحالف الدولي بزعامة أمريكا ضد داعش، حيث مدتها بالسلاح والعتاد والمال والحماية السياسية والعسكرية، وأصبحت ذراعها الضاربة في الشمال السوري لسنوات.

لم تقبل تركيا الأمر الواقع الجديد في جنوبها على الحدود السورية، حيث خاضت حربا حقيقية مع امتداد داعش داخل تركيا، وكذلك امتداد الحزب. فقد بدأت تركيا تعتمد استراتيجية الحماية الذاتية لدولتها من خارج حدودها، وتحديدا من الأراضي السورية المجاورة لها. حيث قامت بعملتي غصن الزيتون و درع الفرات، اللتين نجحتا بابعاد الارهاب عنها، وبخلق بقعة جغرافية آمنة ممتدة، حيث عاد سكانها السوريين الأصليين اليها وعادت لها الحياة الطبيعية وبدأت تكون نموذجا للحياة التي يطمح لها اغلب الشعب السوري.

بقيت مشكلة الشمال الشرقي السوري وتمركز العمال الكردستاني بمسماه السوري الجديد، حزب الاتحاد الديمقراطي، مشكلة امن قومي للأتراك، فهذا عدو ينمو ويعد لعملياته وينفذها في تركيا تحت سمع ونظر امريكا، حليف تركيا المدعى. لذلك أصر الأتراك في مباحثاتهم مع الأمريكيين عبر سنوات على تأكيد أنه لا يمكن الجمع بين الحزب وتركيا في حلف واحد مع امريكا، وان على أميركا ان تختار الحزب او تركيا. وبما ان مهمة الحزب ودوره مع داعش في سورية قد انتهيا، فقد انصاعت أمريكا اخيرا لمطلب تركيا برفع يدها ودعمها عن جناحه في سورية. طبعا لان تركيا أهم بما لا يقاس عند الامريكان كدولة باعتبارها عضوا مهما في حلف الشمال الأطلسي. تركت تركيا لتنهي الحزب على الأقل بجوار حدودها لعمق ٣٠الى ٣٥ كم في سورية.

لم يكن للعمال الكردستاني أو للاتحاد الديمقراطي اي سند دولي او اقليمي حقيقي، باستثناء السعودية والإمارات العربية ومصر، وكلهم من موقع الصراع على النموذج والدور في المنطقة عموما في مواجهة تركيا الدولة الديمقراطية بخلفيتها الإسلامية، حيث السعودية والإمارات ومصر المعادين للنموذج الديمقراطي والإسلامي، وكل هذه الدول ليس لديها القوة الفعلية لدعم الحزب وحمايته من مصير استئصاله على الحدود السورية التركية، يضاف الى ذلك ان الموقف الروسي يتفهم المطلب التركي ويؤيده، خاصة ان الاتحاد الديمقراطي قد اصبح حليف الامريكان وخرج عن حلف النظام السوري وإيران وروسيا، لذلك لم يكن هذا الحلف حزينا على المصير السيء للاتحاد الديمقراطي ولانهاء نفوذه ووجوده في مناطق عمليات الجيش التركي.

اخيرا؛ ان الحرب الدائرة الآن تكاد تكون معلومة النتائج وبلا مفاجآت، لقد انتهت مهمة وصلاحية الجناح السوري للحزب، كبندقية للإيجار واستحق ما يلقاه الآن، فلا هو أخلص لادعاءات انه يخدم الأكراد وقضيتهم. وكانوا هم ضحاياها، ولا دافع عنه من خدمه من الدول، فقد أعلن ترامب اننا نتخلى عنه رغم كونه خدمنا في حربنا مع داعش يوما، لكنه قبض الثمن مالا وعتادا، يعني لا عتب. لقد كان اﻻتحاد الديمقراطي كما كان حزبه الأم دون قضايا عظيمة استخدم كأدوات قذرة لأهداف دول في صراعاتها مع بعض، لذلك كان مصيره السقوط والغياب والسمعة السيئة.

أما بالنسبة للشعب السوري وثورته ومطالبه، فإن حرب استئصاله من الشمال السوري خطوة على طريق السيطرة على الرقعة السورية من اطراف دولية واقليمية تجعلها أقرب للحل.

اما اهداف الشعب السوري بإسقاط الاستبداد وبناء الدولة الديمقراطية العادلة، فاعتقد ان اللاعبين الدوليين والاقليميين الفاعلين لم يعودوا يهتموا لذلك. اما الشعب السوري فهو ضحية تغييبه بالقوة والقمع والتشريد وتدمير بلاده لمنعه من أن يصل لأهدافه تلك. لكن بالمعيار التاريخي، الشعب السوري يسير لتحقيق تلك الأهداف وقد قطع خطوة مهمة في ثورته: ثورة الحرية والكرامة والعدالة والديمقراطية والحياة الأفضل.

المستقبل للشعب السوري.

شارك