جسر – متابعات
قالت صحيفة “فايننشال تايمز” البريطانية، إن رأس النظام في سوريا، بشار الأسد، يستغل الزلزال لإعادة تأهيل نفسه دولياً، وفق ما نقلت “بي بي سي”
وقالت الصحيفة إن الأسد يقدم نفسه الآن كحل للمشاكل الشريرة التي أوجدها، وهو يمثل ذلك الديكتاتور الذي يستخدم زلزالا مميتا لإعادة تأهيل نفسه مع المجتمع الدولي أثناء التقاط الصور في منطقة منكوبة مع زوجته.
ووفق الصحيفة، يشبه الأمر جولة الانتصار التي قام بها الأسد في حلب الصيف الماضي مع عائلته، كما لو كان في رحلة يومية ثقافية، على الرغم من قيام قواته بإلقاء البراميل المتفجرة على تلك المنطقة لسنوات.
وأشارت إلى أن الأسد، المنبوذ طوال العقد الماضي، لديه سبب الآن للشعور بالثقة مرة أخرى. فقد تلقى اتصالات تعزية من حلفائه مثل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وكذلك من أولئك الذين نبذوه، مثل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.
وشدد المقال على ضرورة بذل كل جهد لمساعدة الشعب السوري المتضرر من الزلزال، سواء في المناطق التي تسيطر عليها الحكومة أو المعارضة، لكن هذا يجب ألا يؤدي إلى الترحيب بالأسد مرة أخرى في المجتمع الدولي، إذ أن مكافأة الإفلات من العقاب لن تؤدي إلا إلى عدم الاستقرار في المستقبل.
وشدد على أن الإطاحة بالأسد مكلف للغاية، لكن انسحاب القوات الأمريكية من شمال غربي سوريا يمنحه النصر. ومع انحسار تدفق اللاجئين إلى أوروبا واحتواء خطر الإرهاب، تم قبول الوضع الراهن من المجتمع الدولي، رغم كونه كارثيا على المدنيين السوريين.
وذكرت “فايننشال تايمز” أنه قبل الزلزال، بدت قبضة الأسد على الأراضي الواقعة تحت سيطرته ضعيفة، مع انهيار الاقتصاد، وانقطاع التيار الكهربائي لفترات طويلة متكررة، ومضاعفة إيران سعر إمداداتها النفطية إلى سوريا والمطالبة بالدفع المسبق، والآن، يبدو أن الأسد مستعد للاستفادة بشكل مباشر من المساعدات الدولية الموجهة إلى السوريين.
وأظهرت التحقيقات المتكررة أن مسؤولي النظام، بما في ذلك بعض الخاضعين للعقوبات، يسحبون المساعدات، وتقوم الحكومة بسرقة الأموال عن طريق التلاعب بسعر الصرف، ويضع الأسد نفسه كحل للمشاكل الشريرة التي أوجدها، من خلال تقديم تنازل بسيط بالسماح بدخول المساعدات إلى شمال غرب سوريا الذي يسيطر عليه المتمردون عبر أكثر من معبر حدودي، لمدة ثلاثة أشهر، بحسب الصحيفة.