جسر: متابعات:
وظهر محمد في مقطع الفيديو نحيلاً وطائعاً لمختطفيه، الذين ظهر أحدهم وهو مقنع ويحمل بندقية. ودعا حكومته لأن تستجيب لمطالب الخاطفين، قائلاً أنه يعتقد أنهم سيقتلونه في حال لم تستمر المفاوضات كما يجب.
وقال محمد في المقطع المصور: “حكومتي، أصدقائي، أي شخص يشاهد هذا الفيديو وبإمكانه مساعدتي، رجاء ساعدني. حياتي مازالت في خطر. أخشى على حياتي. أنا خائف. المنطقة التي أنا فيها تعرضت للقصف من قبل الطيران الروسي، القذائف تقترب أكثر فأكثر. أنا بحاجة للمساعدة، رجاء ساعدوني”.
واختطف محمد في 10 كانون الثاني/يناير 2017 من أمام مستشفى تابع لمنظمة “غيفت أوف ذي غيفرز”، التي عمل لحسابها، في بلدة دركوش القريبة من الحدود مع تركيا والواقعة في محافظة إدلب شمال غربي سوريا، وأعلنت المنظمة بعد عام على الخطف عن تلقيها دليلاً غير مباشر على أن المصور مازال على قيد الحياة.
وطالب الخاطفون الذين لم يعلنوا عن هويتهم، بفدية مقدارها 1.5 مليون دولار للإفراج عنه، وأطلقوا سابقاً مقطع فيديو في نيسان/أبريل الماضي لإثبات أنه مازال على قيد الحياة. لكن منظمة “غيفت أوف ذي غيفرز”قالت في أيار/مايو الماضي أنها لا تستطيع دفع مبلغ الفدية.
وخطف العديد من الصحافيين الأجانب في سوريا منذ بداية الحرب في البلاد العام 2011، خصوصاً من قبل تنظيم “داعش”، وسقطت “الخلافة” التي أعلنها التنظيم في وقت سابق من العام الجاري، بعدما كان قد سيطر على أجزاء واسعة من شرق البلاد. لكن الانتهاكات ضد الصحافيين لم تكن مقتصرة على “داعش”، بل شاركت فيها أطراف متعددة، مثل النظام السوري وجماعات جهادية أخرى تواجدت في البلاد.
وكان مسلحون تابعون لجهات غير محددة اختطفوا محمد، مع اثنين من طاقم المنظمة، ثم أفرجوا عنهما، وأخبروا طاقم المنظمة أن المصور سيبقى عندهم لمدة يومين للاستجواب قبل إطلاق سراحه، إلا أن ذلك لم يحصل، علماً أن شيراز (40 عاماً) عمل كمصور صحافي مع المنظمة بشكل مستقل “فريلانسر”، ورافق أعمالها الخيرية المتخصصة في الجانب الطبي في إدلب وحلب.
يذكر أن منظمة “The Gift of the Givers” نشطت منذ سنوات في قطاع الدعم الطبي والإغاثي في شمال سوريا، وهي واحدة من أكبر المنظمات الخيرية في القارة الإفريقية عموماً، حيث تتوزع جهودها في أكثر من 25 بلداً حول العالم، ويديرها مسلمون من جنوب أفريقيا.
المدن ٢١ آب/ اغسطس ٢٠١٩