“فيراري مخلوف”.. تكتيك جديد للنظام

“فيراري مخلوف”.. تكتيك جديد للنظام

“فيراري مخلوف”.. تكتيك جديد للنظام

“فيراري مخلوف”.. تكتيك جديد للنظام

“فيراري مخلوف”.. تكتيك جديد للنظام

“فيراري مخلوف”.. تكتيك جديد للنظام

“فيراري مخلوف”.. تكتيك جديد للنظام

شارك

“فيراري مخلوف”.. تكتيك جديد للنظام

“فيراري مخلوف”.. تكتيك جديد للنظام

جسر – صحافة

في تكتيك إعلامي غير معتاد، سارع نظام الأسد، عبر منصات إعلامية موالية، لاستغلال خبر “فيراري محمد مخلوف”، للطعن بمصداقية ابن خال رأس النظام، والنيل من “الشعبية” المُفترضة التي يحظى بها في أوساط بعض أبناء الطائفة العلوية. لكن هذا التكتيك الإعلامي الجديد، لم يقتصر على هدف الطعن بـ رامي مخلوف، بل يبدو أنه يتعداه إلى أهداف أخرى تتعلق بإتاحة هامش لتنفيس الاحتقان في أوساط السوريين جراء تدهور أوضاعهم المعيشية، فيما يحظى أولاد المسؤولين وأقارب رأس النظام، بحياة زاخرة بالرفاهية والبذخ.

وكان يمكن خلال اليومين الماضيين، رصد صفحتين شهيرتين في “فيسبوك” -على الأقل- أتاحتا الخبر ونقلتاه بصيغة تعزز الميل لإدانة نجلّي رامي مخلوف. وكان الملفت أكثر، أن تعليقات نالت من بروباغندا النظام التقليدية حول “الصمود والتصدي”، وسخرت من فساد “أولاد الرفاق”، لم تُحذف من جانب مسؤولي الصفحتين، مما يعني وجود ضوء أخضر “أمني”، سمح للصفحتين بالتجرؤ على تمرير تعليقات كهذه، وعدم العمل على حذفها، كما كان يتم سابقاً.

الصفحة الأولى هي “هاشتاغ سوريا”، وهي صفحة “فيسبوكية”، تمثّل موقعاً الكترونياً سورياً، موالياً. وتحظى الصفحة بنسبة متابعة عالية (أكثر من 600 ألف متابع). نشرت يوم الأربعاء الخبر، وعنونته بإشارةٍ إلى احتمال وجود “كمين مخطط” استهدف الكشف عن وجه آخر من وجوه حياة الترف التي يعيشها أولاد رامي مخلوف. والملفت أكثر في صياغة الخبر، أنها لم تتجاهل العارضة الإسرائيلية التي كانت ترافق محمد مخلوف. كما أنها أشارت إلى “ضجة بين المتابعين” حول “مصدر ثروة محمد مخلوف”، فيما يعاني الشعب السوري من “الفقر المدقع”.

وأتاحت الصفحة ظهور عشرات التعليقات التي نالت من أولاد مخلوف. كما ظهرت تعليقات لأنصار رامي مخلوف، تدافع عنه وعن أولاده، عبر الإشارة إلى سيارات المسؤولين وأولادهم، داخل سوريا. وتهاجم الصفحة، التي لم تكن تجرؤ قبل سنة على ذكر اسم رامي مخلوف أو أحد أولاده.

أما الصفحة الثانية، فهي “سناك سوري”، التي اتبعت التكتيك الإعلامي الذي اعتمدته صفحة “هاشتاغ سوريا”. فيما تجاهلت أكثر الصفحات “الفيسبوكية” الموالية، متابعةً، -يوميات قذيفة هاون في دمشق-، خبر “فيراري مخلوف”، تماماً. ويشير البعض إلى أن الصفحة الأخيرة، يديرها موالون لـ مخلوف.

ما سبق يحمل دلالتين، الأولى أن الصراع على “المشروعية” و”الشعبية” في أوساط الطائفة العلوية، ما يزال قائماً، بين رأس النظام بشار الأسد وعقيلته، من جهة، وبين رامي مخلوف، من جهة ثانية. وإن كان هذا الصراع قد خبا قليلاً، في الآونة الأخيرة. فـ رامي الذي أدمن الإطلالات المُسجّلة، بخطاب “تبشيري” يركز على تحريض “فقراء العلويين” ضد الأسد، عانى منذ بداية أزمته من تسريب صور عن حياة الترف التي يحياها نجلاه. وكما نذكر، فإن بداية أزمة مخلوف والأسد، كانت مع صور نشرها محمد مخلوف –بطل خبر الفيراري الأخير ذاته-، تظهر درجة كبيرة من الترف والرفاهية يحياها في دبي، الأمر الذي كان ذريعة إضافية للنيل من مخلوف الأب، والضغط المالي عليه.

ورغم أن فصول الأزمة بين رامي مخلوف وبشار الأسد، توالت بشكل متسارع، حتى وصلت ذروتها في ربيع وبداية صيف العام المنصرم، إلا أن وسائل الإعلام الموالية، لم تحظ بضوء أخضر للنيل من مخلوف. وتُرك ذلك للإعلام المعارض. ليكون خبر “فيراري مخلوف”، سابقة على هذا الصعيد.

 ورغم تصفية نفوذ رامي مخلوف داخل شركة “سيرتيل”، نهائياً، منتصف شهر تموز/يوليو الفائت، وعدم ظهور رامي بأي تسجيل جديد، منذ ذلك الحين، يوحي استغلال الإعلام الموالي لخبر “فيراري مخلوف”، على أن رأس النظام ما يزال يعمل على تصفية أي تأثير محتمل لـ رامي داخل الطائفة العلوية.

أما الدلالة الثانية، فتتعلق بتمرير تعليقات ساخرة من خطاب النظام الرسمي حول “الصمود والتصدي”، عبر صفحات موالية شهيرة. وهو كما أشرنا في بداية المقال، مؤشر على أن النظام يريد إتاحة هامش من “التنفيس” للسوريين القابعين في واحدة من أسوأ تجاربهم المعيشية، منذ قرن تقريباً. مع فارق ملفت، وهو أن هوامش “التنفيس” التي سبق أن جرّبها السوريون مع الإعلام الموالي، في العشرية الأولى من حكم بشار الأسد، كانت تحوي خطوطاً حمراء، لا تسمح بالنيل من أقارب الأسد، بأي شكلٍ كان. وكانت تلك الهوامش تقتصر على مدراء مؤسسات القطاع العام، والوزراء، وصولاً إلى رئيس الوزراء، في أقصى الحدود.

أما اليوم، فقد يعني استغلال خبر “فيراري مخلوف”، سابقة على صعيد النيل من أقارب للعائلة. ومقدمةً للنيل من آخرين، منهم. قد يكون رفعت الأسد أو أولاده، من ضمنهم، في المستقبل القريب، إن لم يلتزموا باتفاق الامتناع عن أي دور سياسي أو اجتماعي في البلاد.

باختصار، ما كان من المحرّمات في عُرف النظام السوري، خلال عقدين من حكم بشار الأسد، أصبح متاحاً على إعلامه البديل. وهو ما يؤكد أن النظام يستشعر ضيق صدر الموالين بظروفهم المتردية، بصورة بدأت تدفعه للقبول بصِيغ من التكتيك الإعلامي، لم يكن يوماً، مستعداً لإتاحتها للسوريين.

المصدر: موقع المدن

شارك