عبد الحكيم الحمود: لن نتوحد مالم يقتنع الآخرون أن المجلس المحلي خدمي وليس سياسي، إذ أن الخليل يعتبر بعض مكونات الشعب السوري كافرة ولا مكان لها في سورية الجديدة
عبد الله الخليل: الخلافات بسيطة وشكلية ولن يكون الطرف الآخر إلا راضياً
محمود الدرويش/ الرقة
تحرير الرقة منذ أسابيع لا يبدو أنه حقق ما يطمح له أهلها، فبعد سقوط جميع الأفرع الأمنية على أيدي كتائب الجيش الحر والكتائب الإسلامية كجبهة النصرة وأحرار الشام، ظهر صراع من نوع جديد هو صراع المجالس المحلية، حيث برز في المدينة مجلسان.
الأول برئاسة سعد الشويش الذي كان رئيساً لمجلس مدينة تل أبيض في الرقة، وترشح لرئاسة مجلس المحافظة بعد أن دعا ناشطون إلى انتخاب مجلس محلي لكامل المحافظة، يشمل جميع المجالس المشكلة قبل 15/2/2013، فنجح برئاسة المجلس سعد فهد الشويش، وتشكل مكتب تنفيذي من 11 عضو.
ولكن قبل ذلك، كان المجلس الآخر متشكلاً برئاسة عبدالله الخليل، حيث أعلن عنه في مدينة أورفا التركية بتاريخ 6/12/2013، وأحدث بيان تشكيل المجلس ضجة كبيرة على صفحات التواصل الاجتماعي، حيث تم استنكار طريقة تشكيله دون الرجوع إلى الناشطين الميدانيين، وضبابيته، حيث أن 90% من أعضائه يعملون في السر.
الأهالي حياديون
التقت جسر بعدد من المواطنين في مدينة الرقة وسألتهم عن آرائهم حول المجلسين، فكانت الإجابات موحدة بشكل تقريبي بأنهم لم يروا شيئاً ملموساً على الأرض من كلا المجلسين، إلا أنهم أشادوا بدور كتائب الجيش الحر في الرقة وخاصة لواء أمناء الرقة الذي اعتبروه يتولى أمور المدينة (تسيير شؤون الأفران وأعمال النظافة)، أما في تل أبيض، فالمجلس المشكل يقوم بتقديم خدماته بالتعاون مع عناصر الجيش الحر منذ أشهر على الأرض.
وبالتوجه إلى المنسق العام للواء أمناء الرقة التابعة لحركة أحرار الشام لسؤاله عن حقيقة الجهة التي تسير أمور المدينة اكتفى بالقول “جميعنا نتشارك في تأمين الخدمات للمدينة والمواطنين”.
خلافات حول المكاتب
رغم ما أشيع عن وجود خلافات حادة بين رئيسي المجلسين، إلا أن عبد الله الخليل رئيس المجلس المشكل في أورفا نفى ذلك لـ “جسر” خلال اجتماع عقد في الرقة هذا الأسبوع للمباحثات فقال
إنه “لا يوجد خلافات كبيرة مع المجلس الأخر ، وقد تم دمج المجلسين، ومازالت توجد بعض المشاكل البسيطة والشكلية، وتتجسد فقط في توزيع المكاتب”.
وعن طبيعة تلك الخلافات مع مجلس مدينة تل أبيض، أوضح خليل أنهها بسبب عدم حصول مجلس تل أبيض على حصة من المعونة السابقة التي وصلت من الائتلاف الوطني، حيث أن مدينة تل أبيض تغاث من جمعيات تركية، فتم استبعادها من المعونة، وهذا ما سبب حساسية، لافتاً إلى أنهم سيتفقون مع مجلس مدينة تل أبيض وسيكونون راضيين تماماً، على حد تعبيره.
أما بالنسبة للخدمات التي يقدمها مجلسهم للمواطنين، أجاب الخليل “يقوم المجلس بإدارة الأفران والنظافة بالدرجة الأولى، رغم أننا لا نملك إمكانيات دولة، ولكن نعمل ضمن الإمكانيات المتاحة”.
وأوضح الخليل أنه سيكون هناك دور مهم وفاعل للأكراد ضمن العمل المدني الذي يقوم به المجلس.
وعن تعاون مجلسهم مع الجيش الحر، أشار الخليل إلى علاقات جيدة تجمعه معهم، وخاصة الكتائب الإسلامية المتواجدة كحركة أحرار الشام الإسلامية، حيث أنهم يلبون طلبات كثيرة تطلب منهم، وعلى سبيل المثال، أعادوا سيارات البريد عندما طلبت منهم.
هيئة رئاسية وليس اتفاق
بدوره، اعتبر نائب رئيس المجلس المحلي لمحافظة الرقة الذي انتخب في تل أبيض (نائب سعد الشويش) عبد الحكيم الحمود أن ما تم إنجازه لا يعني التوحيد، إنما تم تشكيل هيئة رئاسية مكونة من ثلاثة أشخاص كي لا يستفرد شخص واحد بالقرار، وتم تشكيل لجنة مشتركة من كلا المجلسين لتسوية الخلافات العالقة، ولن يتم الاندماج في حال لم تحل هذه الخلافات والتباينات.
واعتبر الحمود سبب الخلاف يعود إلى أن الطرف الآخر ينظر إلى مشروع المجلس المحلي كمشروع سياسي، في حين أنه خدمي فقط، لافتاً إلى أن الطرف الآخر يتبع للهيئة الشرعية، كما أنه يعتبر أن بعض مكونات الشعب السوري هي مكونات كافرة، غير مقبولة نهائياً في سورية الجديدة، وأكد الحمود أنهم يؤيدون فكرة الاندماج في مجلس واحد، وتم تبادل بعض الأسماء لبعض المكاتب، ولكن لم يصدر قرار نهائي بخصوص الاندماج تحت مجلس واحد.
وأشار الحمود إلى دورهم في تقديم خدمات بمدينة الرقة كتأمين الطحين للأفران، وبيع الخبز بسعر الربطة المعترف به
ووفق جداول.
وعن علاقة المجلس بكتائب الجيش الحر قال الحمود “نحن مع الجيش الوطني الذي سيكون جيش سورية الحرة وتحت رايتها، ليس لنا علاقات مع جبهة النصرة أو حركة أحرار الشام الإسلامية، وعلاقتنا جيدة مع جبهة الوحدة والتحرير الإسلامية كونهم يؤمنون بالمشروع المدني والوطني”.
احتدام النقاش
خلال اللقاء الذي عقد لبحث فكرة الدمج، الأسبوع الفائت، بحضور عضو الائتلاف الوطني لقوى المعارضة مصطفى النواف ومدير وحدة المجالس المحلية في الائتلاف عبد الهادي الطباع، جرت مناقشات حادة، حيث كانت الأصوات عالية جداً، وبدأ البعض يحملون المتواجدين المسؤولية في حال فشل تشكيل مجلس موحد للمحافظة، وبالتالي فشل العمل المدني فيها.
وبرز بين الأصوات العالية، الدكتور محمد عبد العزيز أحد أعضاء المجلس المحلي المنتخب في تل أبيض حيث قال “من لا يريد العمل فليجلس في بيته، ولن نسمح لأربعة أو خمسة أشخاص أن يتحكموا ويسيروا شؤون المدينة وحدهم، إن بقيتم على هذه الحال، ستأخذون البلد إلى أمر لا يحمد عقباه”
وفي خام اللقاء، قرر البعض تهدئة الوضع، وعقد اجتماعات أخرى لاحقاً من أجل الوصول إلى صيغة توافقية لدمج المجلسين