في زمن كورونا… السوري أصبح حلاقاً

في زمن كورونا… السوري أصبح حلاقاً

في زمن كورونا… السوري أصبح حلاقاً

في زمن كورونا… السوري أصبح حلاقاً

في زمن كورونا… السوري أصبح حلاقاً

في زمن كورونا… السوري أصبح حلاقاً

في زمن كورونا… السوري أصبح حلاقاً

شارك

في زمن كورونا… السوري أصبح حلاقاً

في زمن كورونا… السوري أصبح حلاقاً

جسر: رصد:

كان لانتشار فيروس كورونا، تأثير على كافة جوانب حياة السوريين، داخل سوريا وخارجها، ومن ضمن الإجراءات الاحترازية التي اتبعتها السلطات، إغلاق محلات الحلاقة نظراً لكونها تشكل بيئة خصبة لانتقال الفيروس.

ومع طول مدة إغلاق هذه المحال، لجأ سوريون في مناطق مختلفة، إما للاعتماد على أنفسهم، في الحلاقة، أو ترك الحال على ماهي عليه بانتظار “أزمة كورونا” أن تنتهي، ولم يخل الأمر من وجود طرق للتحايل للحصول على الحلاقة المطلوبة، حيث عمد بعض الحلاقين إلى فتح محالهم بشكل سري، بحيث يتم استقبال الزبون واغلاق المحل، ريثما ينهي حلاقته.

يقول أحمد العبدلله لـ “جسر”، وهو مقيم في تركيا، “بالنسبة لي اعتمدت في حلاقة ذقني على نفسي، نظراً لوجود ماكينة حلاقة في المنزل، فأقوم على الدوام، بالحلاقة بشكل شخصي، أما فيما يتعلق بشعري، فقد كنت على الدوام أرغب بأن يصبح أكثر طولاً، وهنا جاءت الفرصة، لذا تركته ولم أقم بحلاقته”.

ولفت العبدلله إلى وجود “حلاق منازل” في الولاية التي يعيش فيها، إذ من الممكن أن يطلب من الحلاق الحضور إلى المنزل، إلا أن ذلك يضاعف الأجر الذي يتقاضاه، فيصل إلى ستين ليرة تركية، بعد أن كان ثلاثين ليرة فقط.

ويتفق وليد محمد المقيم أيضاُ في تركيا، مع أحمد، إذ أنه لجأ إلى حلاقة الذقن في المنزل، ولا توجد لديه مشكلة، في أن يصبح شعر رأسه أكثر طولاً، فآثر عدم المساس به، ريثما تفتح محال الحلاقة.

أما تجربة عبد الكافي الصالح، المقيم في فرنسا، فكانت مختلفة، إذ أنه استغل الفرصة لحلاقة شعره بأكمله، كي لا يفكر بالأمر على الإطلاق، غير آبه بمن سيقول له “كنت أجمل في السابق”.

عبد الكافي الصالح

 

 

 

 

 

 

 

 

وكذلك أسامة الحسين، المقيم في تركيا، كان له نفس الرأي، إلا أنه أقر أن حلاقة شعر رأسه كانت بالخطأ فيقول “كان شعري طويلاً بعض الشي، حاولت تخفيفه فلم أفلح، إذ بدت جهة أقصر من جهة أخرى، فيأست لأقوم بحلاقته بشكل كامل، وعلى العكس لقيت استحساناً من قبل من شاهدوني”، ويضيف مازحاً “أفكر أن أصبح حلاقاً”.

وفي دير الزور، لم يختلف الأمر كثيراً، فالشاب محمد العلي، بحث كثيراً، عن محل لحلاقة شعره، لكنه لم يجد، فيعلق بالقول “لقد أصبحت من الإخوة”، ولكنه أبدى مخاوف من أن يقوم بالمهمة بنفسه فقال “بس خايف ما تزبط وبنزع حالي بعدها انحجر صحيح بالبيت مشان ماحدا يضحك”.

أما في محافظة إدلب، ومدينة إعزاز، يبدو أن الأمر لم يكن بحاجة إلى تفكير إذ أن محلات الحلاقة، ما تزال تقوم بمهامها ولم يتم إغلاقها، وفقاً لما أكده أهال لـ “جسر” إذ اقتصرت الإجراءات على إيقاف المدراس والجامعات، فضلاً عن تعليق الصلوات في الجوامع، أما باقي المحال فما تزال على سابق عهدها.

وعن هذا الموضوع، نشر شادي مارتيني مدير منظمة Multifaith Alliance for Syrian Refugees في أمريكا، على صفحته في “فيس بوك” منشوراً قال فيه “نص الشباب حلقوا شعرهن عالصفر، وصار شكلهن خريجين حبوس، والنص التاني، بس ناقصوا يلبس تشارلستون لترجع أيام السبعينات، ويغنوا staying alive، وكلوا مكيف وعم يعمل لايفات، ليفرجينا ستايلو الجديد الحلو”.

وتعليقاً على ما يمكن أن تفعله السيدات أضاف “عبتجنب اتخيل لايفات الصبايا، بلا الروحة على الكوافير، والمنيكور والبديكور، وحقن البوتوكس، رجاءاً صبايا، خلونا ذكرى حلوة وبلا لايفات هالفترة”.

ووجدت “زينة منصور” أن كلام مارتيني، يحمل نوعاً من المزاح، وجاء على سبيل الدعابة، معتبرة أن الحجر لم يؤثر علي السيدات، أو ربما عليها بشكل شخصي، فتقول “فيما يتعلق بقص الشعر، السيدات عموما، يقمن بقص شعرهن بمعدل وسطي كل ستة أشهر، إلا أني لا أتبع تلك القاعدة، فأنا لم أزر محل الحلاقة منذ عامين، ولن أزوره قريباً، لا أحب الشعر القصير، ولست مضطرة الآن لقص شعري”.

زينة منصور

بهذا الشكل، بدأت تأثيرات الحجر الصحي، وانكفاء الناس في منازلهم، بالظهور على أشكالهم الخارجية، ولكن استمرار الحجر لفترة طويلة، سيظهر بكل تأكيد تأثيرات في سلوكياتهم، وربما في علاقاتهم الاجتماعية، على المدى الطويل، في وقت ما تزال فيه تحذيرات الحكومات تؤكد أن الأزمة لن تفرج خلال وقت قصير.

شارك