جسر: خاص:
تعيش مناطق شرق سورية ازدحاما في الأحداث والتطورات، يأتي في مقدمتها ما تم تناقله عن نية أمريكا تشكيل قوات من أبناء العشائر العربية، وهو ما أكده رياض درار رئيس مجلس سوريا الديمقراطية-مسد، ونفاه أحمد الخبيل “أبو خولة” قائد مجلس ديرالزور العسكري التابع لقوات سوريا الديمقراطية-قسد، فيما تسعى روسيا لتشكيل قوات عربية على غرار منافسها الأقوى في المنطقة.
تتزامن هذه التحركات مع استمرار وصول التعزيزات العسكرية إلى قواعد قوات التحالف الدولي في منطقة شرق الفرات، في ظل ترتيبات تشهدها الساحة السورية، ويهدف جميعها، كما هو ظاهر حتى الآن، للوصول إلى تفاهمات لطي صفحة الصراع السوري، وتقليم أظافر الجانب الإيراني.
وربط الباحث في مركز ماري للأبحاث والدراسات د. بشار نرش في حديثه لصحيفة جسر إنشاء هذه القوة بالترتيبات التي يتم الإعداد لها من قبل مجموعة من الأطراف الفاعلة في القضية السورية، مضيفا أن كل طرف يسعى إلى تثبيت منطقة نفوذه في سوريا؛ حيث تسعى الولايات المتحدة الأمريكية من خلال هذه القوة إلى رسم خريطة نفوذها في المنطقة، وذلك من خلال بناء تشكيل عسكري عماده الأساسي أبناء العشائر العربية إلى جانب العنصر الكردي، وبذلك يمكن أن ترسل رسائل تطمين لتركيا، وتزيل مخاوفها من خطر سيطرة العنصر الكردي على الشريط الحدودي معها. ﻻفتا إلى أن ذلك يندرج ضمن سياسة توازن المصالح في علاقة واشنطن مع أنقرة من جهة، والأكراد من جهة أخرى. كما تسعى الولايات المتحدة الأمريكية من وراء إدخال العنصر العربي العشائري في القوة الجديدة إلى تشكيل قوة صد أو قوة ردع عسكري في وجه نظام الأسد الذي يحاول العودة إلى منطقة شرق الفرات.
وفي حديثه عن دور القوة العربية المزمع تشكيلها، وما يثيره من تساؤلات حول دور “قسد” في المستقبل، أكد نرش أن القوات اﻷمريكية لن تبقى في المنطقة إلى ما لا نهاية، وبالتالي فهي تسعى من خلال هذه القوة الجديدة إلى تثبيت دورها في المنطقة من خلال تصورها القائم على ضرورة إشراك العنصر العربي مع “قسد” في إدارة شرق الفرات، مضيفا أن الولايات المتحدة لن تتخلى عن “قسد” شرق سوريا، لكونها ورقة مساومة وضغط تستخدمها وتحركها في أي وقت ضد الأطراف الفاعلة الأخرى.
وعلى الرغم من إصدار تحالف قبائل وعشائر المنطقة الشرقية التي تضم محافظات (دير الزور، الرقة، الحسكة) بيانا 3 أيار/مايو الجاري تحت مسمى “نداء عاجل إلى المجتمع المدني”، أعلنت فيه رفضها واستنكارها لسياسة “قسد” وروسيا وإيران؛ اعتبر نرش أن المنطقة في ظل الترتيبات القائمة ذاهبة باتجاه تثبيت مواقع النفوذ للأطراف الأساسية فيها ومن ضمنها منطقة النفوذ الأمريكية تحت حكم و إدارة “قسد”، ويمكن ربط هذا الأمر بالترتيبات التي يجري الحديث عنها في الشمال السوري في مناطق درع الفرات وغصن الزيتون ونبع السلام، والتي تشير إلى توجه جديد في الشمال السوري، الأمر الذي يوحي بأن الدول الأساسية الفاعلة في القضية السورية تسعى لتثبيت وجودها وتنظيم أمور المناطق الواقعة تحت سيطرتها، وهو ما يوحي بوجود ترتيبات للحل السياسي تسعى هذه الأطراف إلى إيجاد أرضية أساسية لتوزع القوى على الأرض قبل فرضه وتطبيقه.
وكشفت مصادر محلية لصحيفة جسر أن اجتماعا عقد في مدينة الشدادي بتاريخ 6 نيسان/أبريل الماضي، تمخض عنه قرار تشكيل جيش عربي في منطقة الجزيرة والفرات من آجل الاعتماد عليه مستقبلا نظرا لاستياء الجانب الأمريكي من تصرفات “قسد” التي تهدف إلى تهجير العرب والسريان والتركمان وكل من يخالفها من الأكراد، وتسعي لتهديد السلم والأمن للدول الإقليمية، إضافة إلى كشف الجانب الأمريكي عن تورط “قسد” في صفقات لتهريب قيادات “داعش” من الباغوز وجبل سنجار والرقة وديرالزور وتل رفعت، إلى جانب تجارة المخدرات والحشيش والنفط والعملات المزورة مع المناطق الواقعة تحت سيطرة نظام الأسد، وسرقة وتهريب ملايين الدولارات وكميات كبيرة من الذهب والآثار الى خارج سوريا وخاصة إلى جبال قنديل، والتنسيق مع الروس والنظام والحرس الثوري وفيلق القدس سياسيا. علما أن الجانب الأمريكي يقدر نجاح التجربة الإدارية فيما يتعلق بالمؤسسات المدنية التي تشرف عليها “قسد”.