مراسل دير الزور: جسر
مازال تنظيم الدولة داعش يسيطر على حي الشيخ حمد التابع لبلدة الباغوز والجسر الفاصل بين البوكمال والباغوز والمزارع والسفافنه والمراشده، ورغم أن نتائج المعركة تعتبر محسومة لصالح التحالف بحكم ميزان القوى، الا ان القيادات المتشددة في التنظيم ترفض الاستسلام، تراهن على ما بحوزتها من أورق قوة (الذهب والسجناء) تريد استثمارهما في صفقة “رابحة” تجنبها الاستسلام، والوقوع بيد قوات التحالف.
مصدر مطلع كشف لجسر أن هدنه جديدة عقدت صباح يوم أمس الأربعاء بين التنظيم وقسد، تم بموجبها إعطاء تنظيم الدولة داعش مهلة “عدة أيام” من أجل تسليم “المعتقلين والأموال والذهب” الذي بحوزته.
وكشف المصدر بأن المدعو “هافال روني” قائد الساحه في ريف دير الزور الشرقي، قدم وعداً لعناصر داعش المحاصرين بأن معاملتهم ستكون جيدة ان محاكمتهم ستكون وفقاً للأعراف والقوانين الدولية.
وبالمقابل هدد “روني” إذ انتهت المهلة المحددة لن تكون هناك مفاوضات ثانيه، موضحاً أن قوات التحالف ستلجأ إلى الأرض المحروقة.
وأكد المصدر وجود نحو 400 عنصر من داعش من جنسيات مختلفة مع سلاحهم الخفيف والمتوسط ويرفضون فكرة الاستسلام إلى الآن.
يذكر ان صحيفة جسر كشفت في وقت سابق أن بحوزة تنظيم داعش نحو 40 طناً من الذهب، بالإضافة لعشرات ملايين الدولارات، حيث أن الذهب المتواجد في المنطقة، جرى جمعه من كافة المناطق التي سيطر عليها التنظيم سابقاً، ويعتبر الذهب احد العوامل الهامة في تأخير الحسم العسكري حيث سعت قوات التحالف بأن تحكم الحصار على التنظيم بحيث لا يستطيع تهريبه لخارج المنطقة، كما تجنبت القصف غير مدروس والعمليات العسكرية التي من شأنها أن تؤثر على حصولها على هذا الصيد الثمين، والذي هو عمليا من اموال الشعبين السوري والعراقي.
الورقة الثانية التي تتمسك بها داعش هي مصير ما بين 300 الى 500 من السجناء الذين ما زالوا على قيد الحياة وقد حصلت جريدة جسر على تأكيد انهم ما زالوا على قيد الحياة من خلال أحد السجناء الذي فر من سجون داعش مؤخرا، وعلى ترجيح بأن بينهم صحفيين وشخصيات “مهمة” تنتمي لمنظمات مدنية غربية، تحرص قوات التحالف على الظهور بمظهر المحرر لهم من قبضة داعش، أمام الرأي العام الغربي.
والورقة الأخطر التي بيد القيادات المتبقية من التنظيم، والذين قالت مصادر مطلعه انهم من جنسيات مختلفة، اهمها الجنسية التونسية والعراقية، هي الانتحار الجماعي بتفجير أنفسهم، وتضيع فرصة القبض عليهم مكبلين بالسلاسل اما عدسات الاعلام، وإفساد نشوة انتصار لقوات التحالف والقوات امريكا على التنظيم، ودفن كل الأسرار والمعلومات وربما الذهب مع المنتحرين.
يشار ان العمليات العسكرية ضد تنظيم داعش في الجيب الأخير الممتد من منطقة هجين وصولاً إلى الحدود السورية – العراقية، على الضفاف الشرقية لنهر الفرات، ضمن القطاع الشرقي من ريف دير الزور، وصلت الى يومها الـ158 من المعارك العنيفة والقصف المكثف البري والجوي، بما رافقها من تفجيرات ونزوح وفرار واستسلام.
ينتظر في الساعات 72 القادمة ان يشهد العالم الفصل الأخير من نهاية التنظيم، ربما بالطريقة التي اختارها لنفسه، بعد أن أقام خلافته المزعومة وكان يسيطر على أهم مناطقة سوريا منذ 2014.