جسر – (خاص)
جسر – (خاص)
أفادت 3 مصادر مختلفة في محافظتي طرطوس واللاذقية، بتعرض اللواء قحطان خليل مدير إدارة “المخابرات الجوية” في جيش نظام الأسد، وأحد الشخصيات المقرّبة من بشار الأسد، لمحاولة اغتيال قرب مدينة تدمر بريف حمص.
وذكرت المصادر وأحدها شاهد عيان، أن الضابط الملقب بــ”جزّار داريا”، تعرض لرشقات من الرصاص في أطرافه الأربعة، في محاولة اغتيال استهدفته أمس السبت.
وتعمد المهاجمون -وفق رأي أحد المصادر- إطلاق النار على أعضائه التناسلية، حيث نُقل بعد إصابته بطائرة مروحية من مطار تدمر إلى مشفى تشرين العسكري في دمشق، واضطر الأطباء إلى استئصال عضوه التناسلي، وما زال وضعه حرجاً للغاية.
ولم تتضح حتى ساعة إعداد هذا التقرير، ظروف وأسباب العملية التي فرضت عليها أجهزة النظام الأمنية تكتّماً شديداً، ولم تُعرف أسباب وجود الضابط الكبير في تدمر.
وأكدت المصادر أن عناصر الحماية الخاصة الذين كانوا برفقة اللواء قحطان خليل، قتلوا جميعهم في الهجوم، فيما تُرك خليل وحده حياً، مرجحين نية المهاجمين إيصال رسالة ما، من خلال ذلك.
وأضافت أن جميع الشكوك والتكهنات، خاصة في منطقة الساحل التي ينحدر منها خليل، تتجه نحو ايران، التي سبق لها أن هددت أجهزة أمن النظام بالانتقام، على خلفية مقتل قادة من ميليشيا “الحرس الثوري الإيراني” في سوريا، واتهام أجهزة مخابرات النظام بتقديم معلومات عنهم.
وكانت قد تحدثت صحيفة “الشرق الأوسط” في نيسان الماضي، نقلاً عن مصادرها في دمشق، عن “مؤشرات ظهرت أخيراً تنم عن فتور في العلاقة بين دمشق وطهران، وازدادت بعد الاستهدافات الإسرائيلية لمقار قادة الحرس الثوري الإيراني في المدن السورية”، مشيرة إلى وجود اتهامات من قبل منابر إعلامية إيرانية لنظام الأسد بأنه مخترق، من قِبل إسرائيل.
ويعتبر اللواء قحطان خليل، أقرب شخصية لرأس النظام بشار الأسد في الدائرة الضيقة المحيطة به، ويقود عملياً كافة أجهزة النظام الأمنية، واسمه موجود في لائحة العقوبات الأمريكية والأوروبية، وهو أحد أبرز المتهمين بارتكاب جرائم وانتهاكات بحق المدنيين في سوريا، خاصة في منطقة داريا التي كانت منطقة عمليات رئيسية له، عندما كان رئيس فرع المهام الخاصة في المخابرات الجوية، الذي يتخذ من مطار المزة المجاور لداريا، مقراً له.
ويُذكر في هذا السياق، أن خليل هو المسؤول المباشر عن مجزرة داريا صيف 2012 والتي راح ضحيتها أكثر من 700 قتيل وإصابة المئات من الأشخاص، كما أنه أحد نخبة الضباط المسؤولين عن عمليات التعذيب في جميع معتقلات النظام.
ويعد الخليل من أكثر الشخصيات غموضاً في نظام الأسد، ولا توجد له سوى صورتين منشورتين، لكن المعروف عنه أنه تسلم منصب نائب قائد المخابرات الجوية سنة 2018، ثم رئيس اللجنة الأمنية في جنوب سوريا، قبل أن يحل محل اللواء غسان إسماعيل كمدير للمخابرات الجوية مطلع هذا العام.
ولقب “الجزار” لا يطلقه عليه فقط معارضو نظام الأسد، بل يلقبه بهذا اللقب كافة أعضاء المنظومة الأمنية في النظام، بسبب قسوته وشدته، والصلاحيات المفتوحة التي يتمتع بها من رأس النظام مباشرة، حيث أن ضباطاً وشخصيات كبيرة تفوقه رتبة في هيكلية النظام، لم تسلم من عنفه وبطشه.