لواء الباقر: ذراع التمدد والتشيع الايراني في حلب

لواء الباقر: ذراع التمدد والتشيع الايراني في حلب

لواء الباقر: ذراع التمدد والتشيع الايراني في حلب

لواء الباقر: ذراع التمدد والتشيع الايراني في حلب

لواء الباقر: ذراع التمدد والتشيع الايراني في حلب

لواء الباقر: ذراع التمدد والتشيع الايراني في حلب

لواء الباقر: ذراع التمدد والتشيع الايراني في حلب

شارك

لواء الباقر: ذراع التمدد والتشيع الايراني في حلب

لواء الباقر: ذراع التمدد والتشيع الايراني في حلب

جسر: متابعات:
توسعت مليشيا “لواء الباقر”، المدعومة من إيران، في حلب في الفترة التي تلت سيطرة النظام على الأحياء الشرقية نهاية العام 2016. وشهدت “الباقر” زيادة في أعداد عناصرها، ومواقع تمركزها في المدينة والريف.
وتملك المليشيا عقارات سكنية وتجارية وزراعية داخل المدينة والريف، اشترت بعضها حديثاً. واستولت على بعض الأملاك بالقوة، من أبناء العشائر المحلية والمُهجّرين قسراً. وبات لـ”الباقر” مشاركة وتواجد فعلي في مختلف القطاعات الخدمية والأمنية والعسكرية بحلب. وأصبحت المليشيا وحاضنتها جزءاً من النسيج الاجتماعي الحلبي الطارئ، ولها جمعياتها ومؤسساتها الدينية وأنشطتها الثقافية الخاصة. وأصبحت تجاهر بطقوسها الشيعية في عدد من الأحياء التي تهمين عليها.وبعد توقف المعارك في حلب وانسحاب جزء كبير من المليشيات الأجنبية التي تدعمها إيران، توجه “الحرس الثوري” لدعم المليشيات المحلية ودفعها لتعزيز حضورها. و”الباقر” واحدة من ثلاثة أذرع مليشياوية محلية تدعمها مليشيا “فيلق المدافعين عن حلب”.

النشأة والتشيّع

يتداول أنصار “الباقر” ما يشبه أدبيات نشأة المليشيا التي يقودها خالد علي الحسن، الملقب بـ”الحاج باقر”، الذي كان له الفضل في تنظيم العشيرة ومن ثم الانتقام من المعارضة المسلحة. في منتصف العام 2012 عندما دخلت المعارضة إلى الأحياء الشرقية، لم تشتبك مع قوات النظام، إنما مع مجموعات عشائرية متنوعة في الأحياء الشرقية كانت مجندة لقمع المظاهرات، ومن بينها مجموعة يقودها “الحاج باقر” في حي البلورة، والتي اشتبكت مع المعارضة في قسم شرطة الصالحين. وتمكن “لواء التوحيد” في ذلك الوقت من اعتقال عدد كبير من عناصر المجموعة وقادتها، ومن بينهم “الحاج باقر” الذي تمكن من الفرار من المعتقل المؤقت في أحد المساجد مع أخيه طارق، في حين قتلت المعارضة والدهما وعدداً من وجهاء العائلة.

ينقل أنصار “الباقر” كلام قائده بشكل يشبه سردية “الكرامات الشيعية”، ويعتبرونه الشخص المخلص الذي اختاره الله في الوقت العصيب ما قبل خروج المهدي المنتظر. قذيفة واحدة استهدفت موقع اعتقاله لدى المعارضة وسهلت له الفرار بشكل عجيب. ينقلون عن “الحاج باقر” قوله: “قال لي أحد قادتهم وانا أسير لديهم، ان تركناك سوف تكون قائداً وسيكون لديك جيش كبير وسوف تحاربنا”. وهنا تأكدت ولاية “الحاج باقر”؛ أعداؤه شهدوا له بوقوع الكرامات، وبدت علاماتها ظاهرة عليه بشكل لا يمكن نكرانه. وهذا جزء من المتداول في الأوساط الشيعية بحلب والتي تتوسع يوماً بعد يوم.

بداية العام 2013 دُعي “الحاج باقر”، إلى إيران برفقة أخيه وعدد من وجهاء عشيرة البكارة، وتلقى دعماً لإنشاء مليشيا مسلحة، ظهرت بشكل علني منتصف العام 2013. وانضم للمليشيا المئات من أبناء البكارة والعشائر المقربة منها في حلب. وشارك “لواء الباقر” بشكل فعلي في المعارك ضد المعارضة في حلب ما بين 2014 و2016. وفي تلك الفترة انضم إلى صفوفه الآلاف من أبناء البكارة وعشائر أخرى في المناطق التي سيطرت عليها مليشيات النظام في ريفي حلب الشرقي والجنوبي. وفي العام 2017 توسعت المليشيا شرقاً بعد عودة نواف البشير، إلى “حضن الوطن”، وانضمام المئات من أنصاره إلى صفوف “لواء الباقر”.

ومنذ بداية العام 2017 بدأت المليشيا توسع نفوذها في حلب وريفيها الجنوبي والشرقي، عبر النشاطات الدينية والثقافية التي ترعاها مجمعات ومؤسسات إيرانية بشكل مباشر، ومنها “مجمع مهاد” و”مجمع الصراط الثقافي” و”مجمع الثقلين” و”مؤسسة أوج” و”مركز البصيرة”. وتتضمن النشاطات الاحتفال بالمناسبات، والحملات الدعوية النسائية، وترميم الجوامع وتسميتها بأسماء جديدة، ومثالها جامع الشيخ باكير في حي الأصيلة، وجامع القاطرجي، وجوامع في أحياء مساكن هنانو والفردوس والصالحين وغيرها.

تكرر إرسال العشرات من “الباقر” وأنصاره من عشيرة البكارة في حلب للمشاركة في “مشاية الأربعين” في النجف في العراق خلال الأعوام الثلاثة الماضية. وأحيت المليشيا مناسبة عزاء “أبا عبدالله الحسين”، في أحياء ضهرة عواد وجبل بدرو ومساكن هنانو وحي البلورة الذي يعتبر جزءاً من حي المرجة، وذلك بحضور قائد المليشيا “الحاج باقر” وقائد الأركان “الحاج زياد أبو علي”، ومدير مكتبها السياسي عضو مجلس الشعب عمر الحسن.

وزار “الحاج باقر” المقامات الشيعية في العراق بداية العام 2019، واستضافته مليشيا “الحشد الشعبي” في البصرة وكربلاء والنجف، وحضر اجتماعاً ضم قادة الحشد في مقر عملياتهم في بغداد، وحصل على دعم مالي كبير بهدف زيادة عدد عناصر المليشيا وتمويل أنشطة ثقافية ودينية في حلب وديرالزور.

خصص “الباقر” جزءاً كبير من أموال الدعم لشراء عقارات ومنازل في حلب وريفها، واستفاد عناصره وقادته من العمل في تهريب النفط والمواشي والأثاث.

الهيمنة على العشائر

يتزعم “الباقر” المليشيات العشائرية في حلب. ومكنه تنظيمه وتسليحه والدعم الوافر من “الحرس الثوري” و”الحشد الشعبي العراقي” من فرض هيمنته على العشائر في حلب وريفها؛ كالحديديين وبري والعساسنة، ممن باتت مجبرة على خطب ود قادة “الباقر”. نفوذ “لواء الباقر” الواسع مؤخراً، طغى على نفوذ وسطوة العشائر الأخرى، ومكنه ذلك من حصد معظم الامتيازات التي كانت تتمتع بها العشائر المقربة من النظام وأجهزته الأمنية، كالعضوية في مجلس الشعب ومجلس المحافظة، وإدارة النواحي في الريف.

وعقد في منتصف العام 2018 مؤتمر عشائري في الأحياء الشرقية في حلب برعاية “الباقر” حضره شيوخ وممثلين عن العشائر العربية في حلب وريفيها الجنوبي والشرقي. وكان المؤتمر بمثابة مبايعة لـ”الباقر” والاعتراف بهيمنته على بقية عشائر حلب وريفها.

يعترف “الباقر” وأنصاره بمشيخة البكارة من آل حمادين في قرية تركان بريف حلب الجنوبي، ويضم في صفوفه المئات من أبناء القرية والقرى المجاورة، بعضهم قادة بارزين فيه، ممن يطلقون على تركان اسم عاصمة البكارة في حلب.

معسكرات التدريب

يضم “الباقر”؛ “كتائب التدخل السريع” و”كتيبة حاج شيرو” و”كتيبة حاج حميد” و”كتيبة الأشرفية” و”كتيبة الشرق” و”كتيبة الشمال” و”كتيبة حندرات” و”كتيبة ديرالزور”، و”كتيبة 313″ و”قوة المهدي” و”كتيبة السفيرة” و”كتيبة تركان”. وخضع المئات من عناصره المنضمين حديثاً لدورات تدريبية في إيران في الربع الأخير من العام 2018، في معسكرات خاصة يديرها “الحرس الثوري”. في شباط/فبراير أنهت كتائب متعددة منه تدريبات المشاة وحرب المدن والأسلحة الثقيلة في معسكراته بريف السفيرة، ومنطقة عزان جنوبي حلب. وتولى عمليات التدريب قادة في مليشيا “حزب الله” اللبنانية.

علاقة “الباقر” بالمليشيات الأخرى التي يدعمها “الحرس الثوري” في حلب ليست تنافسية، ويحرص قادة المليشيات على رعاية وحضور المناسبات والأنشطة الدينية في حلب بشكل مشترك. وتشكل تلك المليشيات المحلية عائقاً أمام النفوذ الروسي الذي تبنى دعم “لواء القدس”، الضعيف نسبيباً بالمقارنة مع المليشيات الإيرانية.

خالد الخطيب-المدن

شارك