جسر: إدلب:
استفاق سكان مدينة إدلب ليل اليوم الأربعاء 4 تشرين الثاني / نوفمبر، على أصوات شديدة اعتقدوا أنها غارات مكثفة من الطيران الحربي على المدينة، ليتضح فيما بعد أنها أصوات رعد شديد فوق مدينة إدلب.
الأصوات بالفعل كانت أقرب ما تكون لأصوات الانفجارات بسبب توزعها على أماكن مختلفة من المدينة، الأمر الذي دفع سكان الطوابق العلوية للنزول إلى حيث الطوابق السفلية والأقبية، مصطحبين معهم أطفالهم الذين سيطرت عليهم حالة من الرعب الشديد.
هدوء نفسي عاد لروح للسكان بعد تيقنهم أن الأصوات التي سمعوها هي أصوات رعد، لكن لم تنته حالة القلق لديهم خصوصاً بعدما شاهدوا الزلازل في تركيا ونتائجها الكارثية.
مصادرنا في مدينة إدلب، وصفت الأصوات بأنها بالغة الشدة، وتثير الرعب في النفس، أما ليل إدلب فكاد أنْ يكون نهاراً بسبب البرق المتزامن مع الرعد.
حاول الجميع معرفة ما يحدث، لكنهم أصيبوا بالخيبة بعد اكتشافهم أن الإنترنت مقطوع بشكل كامل في المدينة، حيث أدت الصواعق إلى تخريب أبراج الاتصالات الهوائية التي هي المصدر الرئيسي لتزويد المدينة بالأنترنت.
شبكات الاتصال التركية بدورها توقفت عن العمل بنسبة 90% إذْ استطاعت القلة من الذين يملكون هذه الخطوط الخروج إلى قرى قريبة من المدينة وتأمين اتصال متقطع عساهم يتواصلون مع أحد.
أمّا الأمطار الغزيرة التي صاحبت تلك الليلة الرعدية، كان وقعها سيئاً على سكان المخيمات الواقعة شمال وغرب مدينة إدلب، هذه المخيمات التي تكون بشكل دائم هي الأماكن الأشد تأثراً بالاضطرابات الجوية.
بشكل عام يمكن أن نصف مدينة إدلب اليوم بأنها مدينة مقطوعة عن العالم، وحتى هذه اللحظة لم تنته حالة الانقطاع، في انتظار أن تنجح محاولات إصلاح أبراج النت الحثيثة والمتواصلة، وتمكن أهل المدينة من العودة إلى القرية الصغيرة.