ماذا سيحدث لاحقا مع اللاجئين السوريين وأوروبا وفيروس الكورونا؟*

ماذا سيحدث لاحقا مع اللاجئين السوريين وأوروبا وفيروس الكورونا؟*

ماذا سيحدث لاحقا مع اللاجئين السوريين وأوروبا وفيروس الكورونا؟*

ماذا سيحدث لاحقا مع اللاجئين السوريين وأوروبا وفيروس الكورونا؟*

ماذا سيحدث لاحقا مع اللاجئين السوريين وأوروبا وفيروس الكورونا؟*

ماذا سيحدث لاحقا مع اللاجئين السوريين وأوروبا وفيروس الكورونا؟*

ماذا سيحدث لاحقا مع اللاجئين السوريين وأوروبا وفيروس الكورونا؟*

شارك

ماذا سيحدث لاحقا مع اللاجئين السوريين وأوروبا وفيروس الكورونا؟*

ماذا سيحدث لاحقا مع اللاجئين السوريين وأوروبا وفيروس الكورونا؟*

جسر: ترجمة:

منذ فترة طويلة يبدو أن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان كان يدفع اللاجئين السوريين تجاه اليونان في محاولة يائسة لإشراك الأوروبيين بشكل مباشر في سوريا. لقد تعلم إردوغان بالطريقة الصعبة أنه لن يستطيع منافسة الأسد طالما أنه يحظى بدعم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. كان ذلك بالكاد قبل شهر.

ﻻجئون سوريون في متجر مهجور قرب أدرنة على الحدود التركية-اليونانية/DPA/Getty

راهن إردوغان على أن تجنب أزمة هجرة أخرى كان على رأس أولويات أوروبا، وهو ما سيمنحه نفوذا على بروكسل. وغني عن القول إن أوروبا لديها الآن أولويات أخرى، ولكن لمجرد أن الكورونا يتصدر الأولويات هذه الأيام، فهذا لا يعني أن احتمال حدوث أزمة أوروبية أخرى للاجئين قد اختفى، إليك ما تحتاج إلى معرفته.

ما أهمية ذلك؟

ابدأ بالوضع الحالي في سوريا. بعد مرور ما يقرب العقد من الحرب الأهلية، لم يعد هناك الكثير من البنية التحتية للرعاية الصحية للتعامل مع تفشي فيروس الكورونا؛ 64٪ فقط من المستشفيات العامة في البلاد تعتبر “عاملة بكامل طاقتها”. تم الإعلان عن حالة إصابة بفيروس الكورونا لأول مرة رسميًا في 22 آذار/مارس، ودفع الفيروس الأسد إلى التوقف عن التجنيد العسكري الإلزامي وجميع الأعمال غير الضرورية، ووقف النقل العام، وفرض حظر التجول والحد من السفر بين المناطق الخاضعة لسيطرته. لكن فرض عمليات الإغلاق هي محاولة أخيرة من قبل الحكومات لشراء الوقت لدعم الإمدادات الطبية وضمان عدم إرهاق نظام الرعاية الصحية الخاص بهم؛ لكن وكما تثبت فرنسا والولايات المتحدة وعدد لا يحصى من الحالات المتقدمة الأخرى حاليا، فهذا أمر صعب في ظل أفضل الظروف، ويأتي بتكاليف اقتصادية هائلة. ونظرا لاقتصادها ونظام الرعاية الصحية لديها، وهو بالفعل في حالة يرثى لها، فإن سوريا ليست في وضع يمكنها من التعامل مع التداعيات الطبية أو المالية الناجمة عن فيروس كورونا.

وهذا هو الجزء الذي لا جدال حوله في سوريا. الوضع في إدلب، آخر معقل للقوات المناهضة للأسد في البلاد ومحور الهجوم التركي، هو أمر آخر تماما. نزح مليون شخص من إدلب، والتباعد الاجتماعي ليس خيارا قابلا للتطبيق في مخيمات اللاجئين المكتظة، وإذا لم يكن العنف كافيا لإجبار السوريين على الفرار، فإن احتمال الإصابة بالفيروس في بلد به عدد قليل من الموارد الطبية المتبقية قد يكون سببا كافيا. ولهذا السبب تتطلع أنقرة إلى الوضع في سوريا بحذر شديد، حيث تشعر بالقلق من أن الأفراد المصابين بفيروس كورونا قد يحاولون التسلل عبر الحدود السورية التركية المغلقة.

ما هو التالي؟

مع ارتفاع معدل انتقال فيروس كورونا إلى أعلى مستوياته، فسيكون ذلك مشكلة كبيرة للسلطات التركية التي تكافح حقا في الاستجابة محليا، سيحاول إردوغان تعزيز الحدود التركية السورية بمزيد من القوات التركية، لا يزال 3.6 مليون لاجئ سوري يقيمون بالفعل في تركيا بعيدا عن القبول في أوساط السكان الأتراك، مما يجعل تأمين الموارد لمساعدتهم أكثر صعوبة، وطالما أنه لا يوجد نزوح جماعي للاجئين السوريين تجاه تركيا، فإن إردوغان راضي عن تجاهلهم من أجل رصيده السياسي وموقف تركيا المالي.

لكن تجنب هذا النزوح يعتمد على عدم حث روسيا الأسد على شن هجوم للسيطرة على إدلب وتأمين النصر الكامل، تكافح روسيا أيضا لاحتواء تفشي الكورونا لديها، ولكن إذا أتيحت الفرصة لها فقد تدفع الأسد إلى المزيد من تأكيد السيطرة على المحافظة، ودفع المزيد من اللاجئين إلى تركيا ومفاقمة الضغط المحلي على إردوغان.

هذا الوضع هو كابوس لإردوغان، حيث لا يستطيع أن يحاول اتخاذ نفس الخطوة المتمثلة في دفع اللاجئين إلى أوروبا كما فعل الشهر الماضي. تعاملت بعض الدول الأوروبية، ومن بينها اليونان، مع قرار إردوغان بإرسال اللاجئين إلى الحدود الأوروبية على أنه عمل عدائي، على الرغم من أن بعض الدول (مثل ألمانيا) حاولت أن تظل متوازنة بشأن ذلك، على أمل أن إرسال المزيد من الأموال إلى أنقرة من شأنه أن يخفف الضغوط. وإذا حاول إردوغان أن يفعل نفس الشيء مع اللاجئين الذين يحملون فيروس كورونا (أو حتى يشتبه في إصابتهم به)، فسيتم التعامل معه على أنه عمل عدائي علني.

كما أن الأوروبيين يستعدون لمثل هذه الخطوة؛ بعد أحداث الشهر الماضي، أوقفت اليونان طلبات اللجوء في انتهاك للقانون الدولي ولكن بدعم من بروكسل، التي وضعت السيادة الإقليمية للقارة فوق القانون الدولي. أزمة اللاجئين المتداخلة مع أزمة كورونا هي أزمة للاتحاد الأوروبي بأكمله، وخلافا للمسائل المالية التي عادة ما تكشف عن الانقسامات في الاتحاد (آخرها هو اشتعال النيران بين الشمال والجنوب بسبب الكورونا)، فإن تهديد السلامة الإقليمية وصحة الجمهور الأوروبي من شأنه أن يوحد الاتحاد الأوروبي في مواجهة هذا التهديد المشترك والفوري.

هناك أمران على وجه الخصوص يقلقان المشرعين الأوروبيين هذه الأيام على جبهة الهجرة؛ أولا قد يجبر الطقس الدافئ بعض اللاجئين على القيام بالرحلة بغض النظر عن توفر الدعم التركي من عدمه، ثانيا فإن إردوغان يغدو منجرفا عندما يشعر بضغوط سياسية، وإذا وصل إلى نقطة اليأس هذه فقد يحاول دفع اللاجئين السوريين إلى أوروبا في محاولة لتخفيف الضغط على نفسه في بلاده. لكن أوروبا ستتمسك بحماية حدودها من تهديد الخارج… حتى لو كان ذلك يتطلب العنف، هذه أنباء سيئة لأوروبا التي أرادت أن تظهر نفسها كمنارة للقيم الغربية والإنسانية للعالم، هذه أخبار سيئة لإردوغان الذي سيكافح من أجل تفريغ عدد من اللاجئين في ظل تصاعد رفض الأتراك لهم، وهي أنباء أسوأ للاجئين العالقين في الوسط بين الجانبين.

الشيء الوحيد الذي أمكن قوله عن اﻷمر خلال مكالمة عبر “زووم”: لن تكون هذه أزمة القرن الحادي والعشرين ما لم يتم اضطهاد اللاجئين لهذه الدرجة، قد يكون هذا هو الشيء الوحيد الذي لم يغيره فيروس كورونا.

إن المقولة اﻷهم والتي تلخص كل شيء: “لقد عزز الوباء موقف أولئك الذين عارضوا اللاجئين منذ فترة طويلة؛ معظمهم من نفس الأحزاب والسياسيين الذين يدافعون عن ضوابط صارمة على الحدود. ولكن إذا أثار الجدل العام الصلة المتصورة بين الفيروس والحدود والمهاجرين، فسيقترب هذا بشكل خطير من الجدل حول النقاء الوطني والتفوق العرقي”. باول زركا من المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية.

 

*نُشر في Time اﻷحد 19 نيسان/أبريل 2020، للقراءة في المصدر اضغط هنا

شارك