ما الذي تقوله الإطاحة بجون بولتون عن دونالد ترامب

ما الذي تقوله الإطاحة بجون بولتون عن دونالد ترامب

ما الذي تقوله الإطاحة بجون بولتون عن دونالد ترامب

ما الذي تقوله الإطاحة بجون بولتون عن دونالد ترامب

ما الذي تقوله الإطاحة بجون بولتون عن دونالد ترامب

ما الذي تقوله الإطاحة بجون بولتون عن دونالد ترامب

ما الذي تقوله الإطاحة بجون بولتون عن دونالد ترامب

شارك

ما الذي تقوله الإطاحة بجون بولتون عن دونالد ترامب

ما الذي تقوله الإطاحة بجون بولتون عن دونالد ترامب

جسر: متابعات:

على النقيض من السيد بولتون، الذي منعته شخصيته القاسية غير المتعاطفة من تكوين علاقة وثيقة مع الرئيس، أظهر وزير الخارجية، مايك بومبو، خصم السيد بولتون الأكبر في الإدارة، موهبة في إرضاء السيد ترامب. وفي المقابل، نادراً ما تحدث السيد بولتون والسيد بومبيو مع بعضهما البعض خارج الاجتماعات الرسمية، وهو وضع سامٌّ بالنسبة لاثنين من كبار المستشارين في الإدارة.

من بين الأسئلة التي تحيط بالتخلص من جون بولتون كثالث مستشار أمن قومي للرئيس ترامب -هل كان هو الذي قفز من على الحاجز؟ أم أنه دُفع من فوق الحاجز؟- والأقل إثارة للاهتمام هو السؤال عَمن هو الذي سيخلفه في السقوط من على الحاجز.

من غير المرجح أن يُهم هذا كثيراً. فبغض النظر عمَّن يقدم المشورة للسيد ترامب في الشؤون الخارجية -سواء كانوا الجنرالات أو أباطرة الشركات؛ من المحترفين المتمرسين أم من الهواة- فقد تبين أنهم جميعاً عاجزون وبلا حول أمام حماسة طاغية للفوضى، والتي كانت لتحبط جورج مارشال نفسه.

وحتى عندما كان السيد ترامب يسعى إلى تحقيق أهداف جديرة -مثل محاولة إقناع ديكتاتور كوريا الشمالية بالتخلي عن أسلحته النووية، والتفاوض مع طالبان لكي تتمكن القوات الأميركية من مغادرة أفغانستان- كانت لنهجه الزئبقي، نافد الصبر والمدفوع بالأزمة، نتائج عكسية في كثير من الأحيان، بغض النظر عمن كان الذي يقدم له المشورة.

كان تعيينه للسيد بولتون مستشاراً للأمن القومي في آذار (مارس) 2018 بحد ذاته مثالاً على الفوضى الترامبية. كان ترامب يسعى إلى وضع نهاية للأعمال العدائية والقتالية في كوريا وأفغانستان وأظهر أنه يشعر بالقلق من تداعيات الصراعات في إيران وفنزويلا. ومع ذلك، اختار مستشاراً للأمن القومي أحد مؤيدي الخطاب الحربي، والذي ينطوي على ازدراء معروف للدبلوماسية، ويدعم نهجاً أحدياً “وليذهب الحلفاء إلى الجحيم”، ويعتقد بأن قصف كوريا الشمالية وإيران هو أفضل طريقة لتحييد تهديدهما النووي.

أيد السيد بولتون أسوأ غرائز الرئيس ترامب فيما يخص الخروج من الصفقة التي قيدت البرنامج النووي الإيراني. ثم رفض الرئيس تنفيذ غارة جوية مخططة في حزيران (يونيو) للانتقام من إسقاط إيران طائرة أميركية من دون طيار. كما أعرب السيد ترامب عن رغبته في مقابلة الرئيس الإيراني، حسن روحاني، وهي خطوة من شأنها أن تكون لعنة حقيقية بالنسبة لبولتون.

استثمر الرئيس ترامب بكثافة في استمالة كيم جونغ أون، الزعيم الكوري الشمالي الاستبدادي، حتى أنه سار معه داخلاً إلى كوريا الشمالية من المنطقة منزوعة السلاح التي تفصل بين الكوريتين في ثالث اجتماعاتهما الثلاثة. وفي الوقت نفسه، بذل السيد بولتون قصارى جهده لضمان بقاء أميركا غير مرنة في المطالبة بالنزع الكامل للسلاح النووي لكوريا الشمالية، حتى أنه تهرب من حضور اجتماع ترامب وكيم في المنطقة منزوعة السلاح. وكل هذا لا يهم. فقد استمر نشاط كوريا الشمالية النووي، وأطلقت مؤخراً بعض الصواريخ قصيرة المدى، حتى بينما يستمر الرئيس ترامب في الإشادة بالسيد كيم.

في شأن فنزويلا، قال السيد بولتون للسيد ترامب إنه من خلال دعم تمرد شعبي ضد الرجل الفنزويلي القوي، نيكولاس مادورو، فإنه يمكن للرئيس أن يقود ذلك البلد إلى الحرية. لكن السيد مادورو ما يزال جالساً بقوة في مقعد السلطة، وقد أبدى السيد ترامب قليل اهتمام بعمل المزيد بشأن ذلك لآن.

في الأيام الأخيرة، مع تقدم المحادثات بين الإدارة الأميركية وطالبان بشأن انسحاب أميركي محتمل من أفغانستان، حاول السيد بولتون منع السيد ترامب من الموافقة على اتفاق سلام. ويبدو أن الرئيس كان متضايقاً أكثر مما كان متأثراً بالسيد بولتون، على الرغم من أنه أحبط خطة للاجتماع مع المتشددين في كامب ديفيد، لأسباب ما تزال غير واضحة. وقال السيد ترامب إن المحادثات مع طالبان أصبحت الآن “ميتة”.

على النقيض من السيد بولتون، الذي منعته شخصيته القاسية غير المتعاطفة من تكوين علاقة وثيقة مع الرئيس، أظهر وزير الخارجية، مايك بومبو، خصم السيد بولتون الأكبر في الإدارة، موهبة في إرضاء السيد ترامب. وفي المقابل، نادراً ما تحدث السيد بولتون والسيد بومبيو مع بعضهما البعض خارج الاجتماعات الرسمية، وهو وضع سامٌّ بالنسبة لاثنين من كبار المستشارين في الإدارة.

مع ذلك، يبدو من غير المرجح أن يجعل رحيل السيد بولتون جهاز الأمن القومي الأميركي أقل اختلالاً من الناحية الوظيفية، مع بقاء العديد من المناصب العليا شاغرة، وبقاء الحلفاء مرتبكين إزاء من هو الذي ينبغي أن يتعاملوا معه. ومن الواضح أن السيد ترامب يحب أن تظل الأمور على هذا النحو. وقد يكون البيت الأبيض في حالة اضطراب، وربما تكون التحالفات في حالة ارتجاف وقد يكون الخصوم بصدد البحث عن الثغرات للاستفادة من الموقف، لكن كل هذا يرقى فحسب إلى إنتاج مستوى أكبر من الدراما والتشويق والمزيد من التغطية التلفزيونية -كل ذلك مع بقاء دونالد ترامب في مركز الحدث.

نشرت هذه الافتتاحية في “نييورك تايمز”، 10 أيلول/سبتمبر، تحت عنوان: What John Bolton’s Ouster Says About Donald Trump

ترجمة: علاء الدين أبو زينة/الغد اﻷردنية 18 أيلول/سبتمبر 2019

شارك