جسر: متابعات:
ارتفعت حدة التوتر مؤخراً في ريف ديرالزور الغربي، على خلفية إعلان مجموعة عشائرية، عبر مقاطع مصورة، عزمها على اقتحام ريف ديرالزور الشرقي وطرد “قوات سوريا الديموقراطية” منه، بدعوى ان تلك المنطقة عربية وعائدة لأبناء القبيلة، بحسب موقع المدن.
والمجموعة التي أطلقت التهديدات على لسان قائدها الميداني ويدعى فادي عفيس، هي جماعة صغيرة وضعيفة، تتبع لأحد شيوخ قبيلة البكارة فواز البشير، وينحصر عمل المجموعة في حماية قوافل التاجر القاطرجي، أي تعمل بـ”الترفيق”، وهي أضعف من أن تشن عملية، وليس ذلك أصلاً من أهداف تشكيلها التجارية البحتة.
مصدر “المدن” أشار إلى ارتباط هذه المجموعة بالمليشيات الايرانية، خاصة أن القبيلة “السنيّة” تدعي الانتساب إلى آل البيت، وهو الأمر الذي عملت عليه ايران منذ ثمانينيات القرن الماضي لتشييع القبيلة.
وتستثمر طهران الصلات الحالية بمشايخ العشيرة مثل نواف وفواز البشير، لتجنيد أبنائها لخدمة المشروع الايراني، وهو ما نجح في حلب عبر تشكيل “لواء الباقر”. ويبدو أن لدى طهران نية لتأسيس شيء مشابه في ديرالزور لـ”مقاومة” الوجود الاميركي، قد يتطور إلى ما يسمى بـ”المقاومة الإسلامية”. وقد سبق لنواف البشير، أن لوّح بهذه الورقة، زاعماً أنه سيطلق “عمليات مقاومة” ضد الوجود الأميركي.
من جهتها، أخذت “قسد” التهديدات على محمل الجد الكامل، ونشرت قواتها في محيط بلدة الحسينية التي تتجمع فيها المليشيا القبلية، لصدّ ما قالت إنه “هجوم مرتقب” على ريف ديرالزور الغربي. وأوقفت “قسد” العمل بكافة المعابر النهرية والبرية التي تربط شرق الفرات بغربه، وزجت باعداد كبيرة من استخباراتها لاعتقال من يعتقد أنهم متعاونون مع النظام في المنطقة.
بدورها أصدرت قبيلة البكارة، التي تقطن الضفة الشرقية لنهر الفرات وصولاً إلى الحسكة، بياناً بالتبرؤ وهدر دم من اسمته بمرتزق نظام الأسد الذي أطلق تلك التهديدات، داعية إلى قتله، خاصة بعد أن ذكر في بيان له نساء قبيلة مجاورة، قائلاً إن عناصر “قسد” الاكراد يغتصبونهن بشكل يومي. ويُعدُ ذلك ادعاءً بـ”انتهاك جسيم” للاعراف القبلية، وقد يتطور إلى صراع دام بين القبيلتين، لافتة إلى أن هذا أحد الأساليب الخبيثة لاطلاق فتنة بين قبائل شرق الفرات ودفعها للتناحر.
وكانت قوات مماثلة تتبع لشيخ قبيلة البكارة نواف البشير، قد حاولت في العام 2018 التقدم باتجاه بلدة خشام، بالقرب من حقل كونيكو للغاز، لكن الطائرات الاميركية تصدت بنفسها للهجوم وسحقته. وقدر عدد القتلى حينها بمئتي مقاتل، بينهم العشرات من المرتزقة الروس، إضافة إلى ابني نواف البشير، حيث قتل احدهما فيما أصيب الآخر بجراح بليغة.
المدن ١٣ أيلول/ سبتمبر ٢٠١٩