جسر: متابعات
لم يمانع الدكتور والمستشار لدى مركز الدراسات الإسلامية، محمد حبش من تناول اللحوم التي تصنف بأنها “ليست حلال” في دول اللجوء، أي الدول غير الإسلامية التي لا تعتمد طرق الذبح وفقاً للشريعة الإسلامية.
وقال مستغرباً في منشور على صفحته في “فيس بوك” وأكثر ما يسألني المسلم اللاجئ عن حكم اللحوم والذبائح…قناعتي أن هذا الأمر بات بحاجة إلى اجتهاد ثوري”.
وأشار حبش إلى أن الرسول عليه السلام بعث في أمة جاهلية، كان الذبح فيها يتم على الأنصاب والأزلام، وكان السدنة يتفننون في العبث بالناس فيأمرون بأكل الجيف وينهون عن ذبح الحيوان، ويقولون: ما أشقاكم!!! تأكلون ما ذبحتم ولا تأكلون ما ذبح الله!!!.خرافات ومهازل.
وبناء على ذلك أمر الرسول بصرامة بتحقيق أمرين، بحسب حبش، أولهما منع الأكل مما ذبح للآلهة والأنصاب والطواغيت، وأمرهم أن يذكروا اسم الله، وثانيهما منع أكل الجيف والأمر بمباشرة الذبح بأداة حادة طهور، تأتي باللحم المعافى ولا ترهق الحيوان.
واستهجن حبش اتهام الجزارين في دول الغرب بإطعام الناس الفطائس قائلاً “لست أدري كيف تحول لحم الحيوان إلى لاهوت مقدس، لا يبالي بالعلم ولا المعرفة، ويتهم أرقى مراكز الحضارة العلمية وأعمق مراكز الرعاية بالحيوان وتعقيمه والرفق به بأنهم مجرد لحامين فاشلين يطعموننا الفطائس”.
وأضاف “ولا أدري ما هي حاجة المسلم الذي يعيش في دولة كالسويد فيها أرقى ما أنجزه العلم أن يسأل البائسين من أمثالنا، لنبحث له عن جواب من كتب الفقهاء كتبوه قبل ألف عام للحكم على تقوم به أرقى مراكز الطب والغذاء في العالم”.
وتابع “لا أشك أبداً أن رسول الله لو كان بيننا لمنع الذبح العشوائي كله ولألزمهم أن يكون الذبح وفق أرقى الشروط الاسكندنافية العلمية وبشروط منظمة الصحة العالمية الصارمة”.
وختم حديثه بالقول “يا جماعة: إذا لم يكن هذا هو المقصود بقوله صلى الله عليه وسلم: أنتم أعلم بأمور دنياكم، فأين؟”.
ويذكر أن الدول الأوروبية تعتمد في ذبح الحيوانات على الصعق بالكهرباء، وليس عن طريق ذبح الحيوانات وفقاً للشريعة الإسلامية، الأمر الذي يجبر عشرات الآلاف من المسلمين إلى اللجوء لمحلات الجزارة الإسلامية لضمان تناولهم اللحم “الحلال” ويتجنبون شراء اللحوم التي تباع في “المحال التجارية الأجنبية”.
ويستند المسلمون في التزامهم بأكل اللحم المذبوح وفقاً للشريعة، إلى الآية 3 من سورة المائدة {حرمت عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير، وما أهل لغير الله به، والمنخنقة والموقوذة والمتردية والنطيحة وما أكل السبع إلا ما ذكيتم}، إذ أن الحيوان عندما يصقع بالكهرباء يعتبر في حكم الميت.
ويقول فقهاء اسلاميون إنه إذا ذبح الجزار الحيوان فور سقوطها على الأرض من تسليط الآلة الكهربائية عليها، وقدر له ذبحها وفيها حياة فلحمها حلال، أما إن جاء ذبحها بعد موتها لا يجوز أكلها، وذلك لأنها في حكم الموقوذة.