جسر: خاص:
نقلت وسائل إعلام موالية لـ”قسد” عن مصادر في مخيم الهول وصفتها بـ”اﻷمنية”، أن “عناصر اﻷمن الداخلي في المخيم” ألقت القبض على خمس نساء من جنسيات أجنبية حاولن الفرار باتجاه الأراضي العراقية رفقة 18 طفلا، بعد منتصف ليل أمس اﻷربعاء.
وقالت المصادر، إن نساء وأطفالا من جنسيات ألمانية وتركية وأوزبكية فتحوا ثغرة في سور المخيم وحاولوا السير باتجاه الحدود العراقية، ولكن المحاولة تم احباطها، وألقي القبض على النسوة شرق المخيم إلى جوار قطاع “المهاجرات” المخصص لمنتسبات داعش من الجنسيات اﻷجنبية.
ويعيش في المخيم، 45 كم شرق مدينة الحسكة أكثر من 73000 مدني، ثلثيهم من الأطفال في سن الثانية عشرة، وما يقارب 43% من سكان المخيم هم سوريون، و42% عراقيون و15% أجانب، بحسب ما أكدت مساعدة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، أورسولا مولر في نيسان/أبريل الماضي.
وينقسم المخيم لسبعة قطاعات، يقطن اللاجئون العراقيون ثلاثة قطاعات هي 1 و2 و3، ويقطن في القطاع الرابع نازحو المناطق السورية (حلب، حمص، ودير الزور وإدلب والرقة والطبقة)، وتضم القطاعات 5 و6 و7 عوائل التنظيم، بالإضافة لقطاع خاص ويسمى بـ “المهاجرات” حيث تقطنه عوائل التنظيم من الأجانب.
وفي أيلول/سبتمبر الماضي، تمكنت أربع نساء من الهروب من المخيم، ونتيجة للاوضاع الصعبة تلجأ أغلب نساء التنظيم المحتجزات في المخيم للمهربين المتواجدين فيه، ويعمل المهربون بدورهم مع عناصر الأسايش ومسؤولي المخيم التابعين للإدارة الذاتية مقابل مبالغ مالية يتقاضونها من الهاربين.
وسُجلت أولى عمليات الهروب الناجحة من المخيم في 19 آب/أغسطس حيث تم تهريب 5 من نساء التنظيم عبر عناصر من الأسايش، تلى ذلك تمكن امرأتان نقلتا للعلاج في الحسكة من الفرار في 4 أيلول/سبتمبر الماضي، ثم في الـ15 من الشهر نفسه تمكنت 3 نساء مع اطفالهن من الهرب من المخيم عبر مُهرب، بعدها بيومين في 17 من الشهر الماضي تمكنت إحدى المحتجزات، وهي تونسية الجنسية، من الهرب من مخيم الهول مع طفليها.
ويعيش نزلاء المخيم، من اللاجئين والمحتجزين، وأغلبهم من النساء واﻷطفال، حالة متردية من سوء اﻷوضاع. وفي ظلها، يشهد المخيم بين الفينة واﻷخرى اندلاع أحداث شغب على خلفية نزاعت بين النزلاء، وأخرى بينهم وبين إدارة المخيم وحرسه من الوحدات الكردية، آخرها كان قبل أسابيع حيث اندلعت المظاهرات ضمن ما يعرف بقطاع “المهاجرات”، إثر مداهمة “أسايش” للقطاع، وشنهم حملة أسفرت عن اعتقال 30 امرأة، بعد العثور على جثة عنصر من الوحدات الكردية في مكب للنفايات.
وفي ظل غياب التغطية اﻹعلامية المحايدة، وانفراد الوسائل اﻹعلامية التابعة للإدارة الذاتية بها، يتم تصدير أحداث العنف في المخيم كنتيجة لتطرف منتسبات داعش وزوجات عناصر التنظيم المقيمات فيه، دون إي إشارة لسوء المعاملة التي يلقاها نزلاء المخيم من حرسه وإدارته، واﻷوضاع المزرية التي تعيشها المحتجزات وأطفالهن، والتي تلقي اﻹدارة الذاتية مسؤولية تحسينها على المنظمات الدولية، رغم انفرادها بمقدرات المنطقة وثرواتها.