جسر: مخيم الهول:
عاد الهدوء اليوم إلى مخيم الهول بعد يومين من التوتر على خلفية المداهمات التي نفذتها “أسايش” في قطاع “المهاجرات”، والتي أدت إلى اندلاع مواجهات بين نزيلات القطاع وعناصر حرس المخيم، تخللتها اشتباكات، وإطلاق نار من قبل “أسايش” لتفريق المتظاهرات، قتل على إثرها نزيلة ومنتسبتين من الوحدات الكردية، وأسفرت عن اعتقال عشرات النزيلات.
مصادر “جسر” في المخيم أكدت أن أسباب التوتر ما تزال قائمة، وعليه فهو هدوء حذر لا يمكن الركون إليه في ظل اﻷوضاع المأساوية التي يعيشها سكان المخيم.
مصادرنا أشارت إلى أن اﻷحداث اﻷخيرة ليست اﻷولى في حدتها، إذ شهد المخيم قبلها بنحو أسبوعين صدامات مشابهة في القطاع السادس، حيث تحول شجار بين اﻷطفال إلى “أحداث شغب”، دفعت حرس المخيم للتدخل.
وعلى عادتهم، يقول المصدر، توافد الحرس إلى القطاع مستنفرين ترافقهم تعزيزات عسكرية وعربات، اﻷمر الذي استفز إحدى النزيلات فعلقت على الطريقة التي يتعاطى بها الحرس معهن، فكان الرد بالضرب الذي تطور إلى اشتباك باﻷيدي تمكنت خلاله إحدى النزيلات من تجريد حارس من سلاحه، فجن جنون زملائه واعتقلوا نحو 30 امرأة، تحفظوا على عشرة منهن مدة 15 يوماً.
وينقل المصدر عن المحتجزات العشر تفاصيل ما تعرضن له خلال أيام الاحتجاز؛ من ضرب وإهانة وتعذيب بالمياه الباردة والكهرباء. مصدرنا يقول إن المحتجزات خرجن في حالة من الذهول والضياع، وانحطاط في القوى البدنية، نتيجة لظروف الاحتجاز والتعذيب، المطابقين لما يقوم به نظام اﻷسد، على حد وصف المصدر، إضافة لسوء الخدمات الطبية وغياب المرافق الصحية اللائقة، ليس في السجن فقط، بل في عموم المخيم، ما يترك ضحايا التعذيب دون أي عناية هم في أمس الحاجة لها، ناهيك عن الجوع الذي فتك بغير واحد من السجناء.
مصدرنا أكد، ندرة المياه الصالحة للشرب، وقذارة المتوفر منها، اﻷمر الذي يعاني منه اﻷطفال أولاً، إضافة ﻻنعدام العناية الطبية بهم. وحتى اﻷدوية الموصوفة في المرافق الصحية للمخيم، لا يتم تقديمها لمحتاجيها، بل يتم اﻻكتفاء بوصفها لهم، وتركهم لشرائها من صيدليات خارج المخيم، في ظل فقر مدقع يعيشه أهله، ومساعدات تستأثر بها اﻹدارة، على ما ذهب المصدر.
فقر وحرمان وسوء معاملة وانتهاكات متنوعة، تحيل مخيم الهول إلى جحيم لا يطاق، وأهله إلى منتهَكين ناقمين ينتشر في أوساطهم عنف لا ترد عليه إدارة المخيم إلا بالمفرط منه، والذي يستفز النزيلات من منتسبات داعش وزوجات عناصر التنظيم المقيمات فيه مع أطفالهن، ومن غيرهن من اللاجئين السوريين والعراقيين المهجّرين من أراضيهم ومدنهم وبلداتهم التي تحتلها ميليشيات المرتزقة الطائفية.