جسر: متابعات
تمكنت سهير أبو حمدان وهو سيدة من محافظة السويداء بالتعاون مع زوجها في افتتاح مغسل متكامل للسيارات، بعد عشر سنوات من العمل على هذا المشروع.
تقول أبو حمدان لأحد المواقع المحلية “بدأ المشروع على قطعة أرض نملكها غربي مدينة السويداء، حيث بنى زوجي المتقاعد من مرتب وظيفته مغسلاً للعموم ضمن الإمكانيات المادية المتوفرة لنا، وكل عام كان يزيد عليه قليلاً من الأرباح المتوفرة، والتي يؤمنها أحياناً بستان التفاح الصغير الذي نملكه في ظهر الجبل”.
وتتابع “كنا نخطط لكي لا نقع في الدين نهائياً، ونربي أبنائنا بنفس الوقت تربية صالحة، وكانت فكرة تقسيم المحطة إلى فرعين مبتكرة، ولكنها تحتاج إلى الكثير من المال، وبدأنا معتمدين على غرابة الفكرة في سورية، وفي السويداء التي تمتلك فيها السيدات رصيداً كبيراً من الثقة بالنفس، والانفتاح على كل جديد، وهناك كم كبير منهن يقدن السيارات. وهكذا بدأنا قبل سبعة أشهر بجذب الزبائن السيدات فقط إلى المغسل الخاص بهن، وكانت الخدمة من قبل عاملات حاولنا اختيارهن بعناية، وتدريبهن على العمل الذي لا يعرفن عنه شيئاً، ولكنهن أثبتن قدرة هائلة على التعلم، ونجحنا في فرض وجودنا بقوة”.
العاملات خضعن لدورة قاسية مدة شهر على يد متخصص بغسيل السيارات وتبديل الزيت، وعيار الهواء لإطارات السيارات، وحاول الزوجان توفير كل ما يمكن تأمينه لكي يسهل العمل، تقول أبو حمدان “لا أنكر أن قوة زند الشباب عامل مساعد أكثر من زند الفتاة، ولهذا لا بد من توفير أدوات مساعدة للفتيات حتى يستطعن الاستمرار لساعات طويلة من العمل المجهد. لكن بالمقابل فإن النتيجة المادية لهن كبيرة، فالراتب جيد، والزبائن كرماء مع العاملات” .
وعلى الرغم من أن المغسل النسائي لا يضم سوى ثلاثة عاملات، إلا أن القادمات خصيصاً للمغسل كن مسرورات جداً من النتائج، حيث خصص الزوجان غرفة علوية في المغسل، تستطيع صاحبة السيارة من خلالها الاستراحة، وشرب فنجان من القهوة، ورؤية الفتيات وهن يعملن.
طموح أبو حمدان أكبر من ذلك فهي تسعى لرفد المشحم والمغسل بفتيات يتقن أعمال الميكانيك وكهرباء السيارات. فكل شيء جاهز ليكون المكان متكاملاً، بحسب السيدة.
وكتقليد للحالة التي وصلت إليها سهير أبو حمدان مع عاملات المغسل، قامت بشراء قلائد يدوية الصنع من سيدة تعمل على تحسين ظروفها المادية، لتهدي كل زبونة جديدة واحدة منها كتذكار منها ومن العاملات في المشروع.