جسر: متابعات
هدد شبيحة النظام اصحاب المحلات في مدينة منبج شرقي حلب، برفع لوائح بأسمائهم إلى “السلطات” لتحاسبهم لاحقاً، رداً على دعوة للإضراب، الإثنين، بحسب مراسل “المدن” عبدالكريم الرجا.
وكثّفت “قوات سوريا الديموقراطية” من حواجزها في المنطقة، ما دفع الأهالي إلى فتح محالهم خشية الانتقام.
وكان أهالي منبج قد أعلنوا تنفيذ إضراب عام في المدينة، الإثنين، احتجاجاً على دخول قوات نظام الأسد إلى مدينتهم. ولم تفتح أسواق المدينة أبوابها إلا جزئياً بعد ظهر الإثنين، خوفاً من “الشبيحة” من قادة مليشيات النظام التي دخلت المدينة بعد الاتفاق بين “قسد” والنظام.
ونظم المئات من أبناء مدينة منبج المُهجّرين مظاهرة حاشدة في دوار الشهداء في مدينة جرابلس، انطلقت في الساعة الواحدة ظهر الإثنين، وجابت شوارع المدينة لساعتين. وطالب المتظاهرون فيها بتحرير مدينتهم من سلطة النظام و”قسد”، للعودة إلى منازلهم، معبرين عن غضبهم من “الجيش الوطني” والجيش التركي، اللذين وعدا بتحرير المدينة، لكنهما تراجعا في اللحظات الأخيرة بعد اتفاق “قسد” والنظام.
وأصدر “أمناء الثورة في منبج” والمجلس المحلي لمبنج وتنسيقيات الثورة، ومكتب المرأة في منبج، ومجلس العشائر، والمكتب العسكري بياناً، حصلت “المدن” على نسخة منه، دان تواطؤ “قسد” مع قوات النظام لإدخالها إلى مدينتهم. واعتبر البيان أن اتفاق “قسد” مع النظام، هو خطوة تهدف الى عرقلة “تحرير منبج”، وضمها إلى المنطقة الأمنة المزمع انشاؤها من قبل الجيش التركي و”الجيش الوطني”، ما كان سيمكّن الآلاف من أبناء منبج المُهجرين منها، منذ سيطرة “داعش” وما اعقبها من سيطرة “قسد”، من العودة الى منازلهم.
وجاء في البيان أن الموقعين عليه يرفضون “التواطؤ القائم بين ميليشيات PYD ونظام الأسد ومليشياته الطائفية”، وأكدوا مقاومتهم للاتفاق بكافة الوسائل، والرفض المطلق لأي شكل من أشكال تواجد قوات النظام في منبج. ودعا البيان “الدولة التركية” للعمل ودعم “الجيش الوطني لتحرير منبج من التنظيمات الإرهابية وضمها إلى المنطقة الآمنة”.
من جهة ثانية، قال القائد العام لـ”قوات سوريا الديموقراطية” مظلوم عبدي، إن “قسد” اتفقت مع النظام السوري على “خطة مشتركة لمواجهة الاحتلال التركي”، وقد دخلت إلى منبج وكوباني وتل تمر والطريق الدولي M4 وتمركزت هناك، في إطار تفاهم عسكري، و”حتى أن تكتمل باقي الخطوات ثمة حاجة لاتفاق سياسي حول مستقبل المنطقة”.
وتابع أن “أميركا لم تسحب كافة قواتها، انسحبت من مناطق كوباني، منبج، الطبقة والرقة”، و”لا تزال القوات الأميركية موجودة في مناطق شرق الفرات من دير الزور إلى ديرك. لم يتلقوا أي قرارات تنفيذية للانسحاب من هذه المناطق”، إذ “ثمة نقاشات جدية داخل الإدارة الأميركية والكونغرس ضد قرار الانسحاب.. هذا القرار صدر عن ترامب والبعض من إدارته”.
وأضاف: “لدينا الكثير من الأصدقاء في أميركا يعتبرون الانسحاب الأميركي من سوريا خيانة للشعب الكردي ولقوات سوريا الديمقراطية ويضغطون لعكس هذا الاتجاه”، و”نحن نؤمن بالقوى التي تساند وتدعم الشعب الكردي وشعوب شمال وشرق سوريا ستنتصر في محاولاتها”.
وأوضح: “اتصالاتنا مع الجانب الروسي لا زالت مستمرة. روسيا تعمل إلى جانب النظام السوري. والموقف الروسي حول الأوضاع الراهنة غير كاف، ونحن نراه بشكل سلبي”. كما أن “روسيا تساند تركيا وتريد أن تحمي مصالحها معها”، وتابع: “نريد من الإدارة الروسية أن تحمي وحدة أراضي سوريا والشعب الكردي أيضا مكون رئيسي من الشعب السوري، وأن تحمي مصالح الشعب الكردي”. وأضاف: “سنتفق مع روسيا على أساس تحقيق نتائج لمصلحة الشعب الكردي وشعوب المنطقة”.
المصدر: المدن/ ٢١ تشرين الأول ٢٠١٩