جسر: تقارير:
عرضت وسائل اعلام روسية مقابلات مع وصفتهم بـ “المنشقين” عن جيش “مغاوير الثورة” الذين كانوا في قاعدة التنف الأمريكية ومخيم “الركبان” في البادية السورية، وعادوا إلى مناطق سيطرة النظام، مدعين أنهم عملوا في “جيش مغاوير الثورة” نظراً لحاجتهم ألى المال.
وفي تصريحات خاصة لـ “جسر” نفى ” مدير المكتب الإعلامي لـ “جيش مغاوير الثورة” “عبد الرزاق الخضر” الادعاءات التي بثتها وسائل الإعلام الروسية، حول حاجة المذكورين للمال، مبيناً أنهم لم يخرجوا من المخيم، إلا بعد قيام “جيش مغاوير الثورة” بحملة واسعة لمكافحة تهريب المخدرات، الأمر الذي دفع هؤلاء للخروج، كونهم بقيوا بلا عمل.
الرواية الروسية
الإعلام الروسي قدم المدعو “خالد الخضير” على أنه مدرب سابق في قاعدة التنف الأمريكية، والذي قال إن “الوضع في مخيم الركبان كارثي، حيث لا يوجد ما يكفي من الغذاء والدواء بالنسبة للنازحين، في الوقت الذي يتوفر فيه كل شيء للمقاتلين”.
وأوضح الخضير أنه اضطر للانضمام لصفوف “جيش مغاوير الثورة” ليحصل على راتب قدره 400 دولار أمريكي، لأنه لا يملك المال، لافتاً إلى أنه حاول إخراج عائلته من المخيم سابقًا لكنه لم يتمكن لأن ذلك كان يكلفه مبلغاً كبيراً من المال.
من جانبه، قال من ادعى أنه الحارس السابق في مخيم “الركبان”، والذي كان يعمل تحت لواء “جيش مغاوير الثورة”، “عيد النايف” إنه انضم إلى “المغاوير” في منطقة التنف، من أجل الحصول على المال، لافتاً إلى أنه تلقى تدريباً على الأسلحة والمتفجرات على يد الأمريكيين في قاعدة التنف.
ولم تشر وسائل الإعلام تلك إلى السبب الفعلي الذي دفعهم إلى مغادرة المخيم، طالما كانا يحصلان على راتب جيد جداً، بحسب اقوالهما.
الخضير مفصول منذ عام
مدير المكتب الإعلامي لـ “جيش مغاوير الثورة” عبد الرزاق الخضير أوضح لـ “جسر” أن المدعو “غنام سمير الخضير” الملقب بـ “أبي حمزة” انضم الى جيش مغاوير الثورة عام ٢٠١٨ مع مجموعة من أقاربه، وقد كان قبل انضمامه إلى صفوف جيش مغاوير الثورة قائداً في فصيل جيش “أحرار العشائر”، ولهذا السبب سمي بأبي حمزة عشائر.
وأكد أنه تم فصل “الخضير” من “جيش مغاوير الثورة” بتاريخ ٢٠١٩/٥/٧، مزوداً “جسر” بقرار الفصل”، وذلك للاشتباه بتورطه بتجارة المخدرات، ولم تعد تربطه أية علاقة بـ “جيش مغاوير الثورة”، لافتاً إلى أنه لم يبق له أي علاقة أو دعم من قبل جيش مغاوير الثورة منذ ذلك التاريخ، وتم استعادة الأسلحة التي كانت بحوزته.
وأوضح أن “الخضير” تقدم بعدة طلبات استرجاع لـ “جيش مغاوير الثورة” ولكنها قوبلت بالرفض، ولم يبق معه سوى الأسلحة والسيارات التي كانت بحوزته أثناء تواجده في فصيل أحرار العشائر.
وكشف أنه بعد أن قام جيش مغاوير الثورة بحملة واسعة ضد تهريب المخدرات ومتعاطيها، لم يعد باستطاعة “الخضير” تهريب المخدرات، ليتخذ قراره بالتوجه إلى مناطق النظام، ومعه ستة مقاتلين من أقاربه، كانوا في صفوف جيش مغاوير الثورة وبحوزتهم أربعة بنادق نوع ام ١٦ بالإضافة إلى جميع أقاربه ونسائهم وأطفالهم من سكان منطقة زركا، بعد أن قاموا بعمليات نصب واحتيال بمبالغ هائلة على المدنيين في منطقة الـ٥٥كم، وتم تبليغ قيادة الجيش بشكاوي كثيرة حول عمليات النصب والاحتيال وقاموا بشراء سيارات كثيرة ولم يدفعوا كامل المبالغ لمستحقيها.
أين هم الآن؟
وكانت وكالة سانا التابعة للنظام قد ادعت أن قوات النظام أمنت خروج ٢٨ مسلحاً، إضافة إلى ستة سائقين، من جيش مغاوير الثورة الذي وسلموا أنفسهم مع عتادهم وأسلحتهم وآلياتهم لجيش النظام.
وأشارت الوكالة إلى تسليم ثماني سيارات مركب على بعضها رشاشات ثقيلة، بالإضافة إلى أسلحة تشمل خمس رشاشات متنوعة وثلاث قناصات وسبع بنادق آلية “ام 16” أمريكية الصنع وثماني بنادق روسية وقاذفي (آر بي جي) وقاذف قنابل وذخيرة متنوعة ومناظير ليلية ونهارية وأجهزة اتصال مختلفة.
ولفتت الوكالة إلى أن من وصفتهم بـ “المنشقين” تعرضوا لهجوم أثناء خروجهم، قبل أن يتمكنوا من الوصول إلى عناصر جيش النظام.
بدوره، أكد “الخضر” أن الخارجين من المخيم توجهوا إلى مناطق النظام ومعهم سياراتهم الشخصية وأسلحة خفيفة وقديمة كانت بحوزتهم، تتبع لـ “جيش أحرار العشائر” وسيارتين لاند كروزر عدد٢ تابعة لجيش مغاوير الثورة.
ولفت الخضر، إلى أن جيش مغاوير الثورة علم بمرورهم باتجاه مناطق النظام، ولم يعترض طريقهم خوفاً، على حياة الأطفال والنساء، حيث تم استخدامهم كدروع بشرية معه لتغطية هروبهم.
والسؤال الذي يطرح الآن أين هم هؤلاء “المنشقون”؟ بعد أن استهلكهم إعلام النظام والإعلام الروسي، إذ رغم مرور ما يقارب أسبوعاً على الواقعة، لم يظهر هؤلاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي ليعلنوا أنهم يحيون حياة طبيعية، ويدل ذلك على أن هناك الكثير من الخفايا حول هذه القضية لم تكشف بعد.