جسر – متابعات
أعلن معهد “كارولينسكا” في ستوكهولم أمس الاثنين منح جائزة نوبل في الطب لعام 2022، للعالم السويدي سفانتي بابو، الباحث في مدينة لابيزيغ الألمانية، وذلك عن النتائج التي توصل إليها حول التطور البشري.
وبابو هو مدير وعضو علمي في معهد “ماكس بلانك” الألماني للأنثروبولوجيا التطورية، وفقا لما نقلت وكالة الأنباء الألمانية.
واعتبرت اللجنة المولجة اختيار الفائزين أن اكتشافات سفانتي بابو “أرست الأساس لاستكشاف ما يجعل البشر كائنات فريدة في نوعها، من خلال إظهار الاختلافات الجينية التي تميز جميع البشر الأحياء عن البشر المنقرضين”.
وقاد بابو بحثا يقارن جينوم البشر المعاصرين و”إنسان النياندرتال ودينيسوفان”، وهما من الأنواع المنقرضة من البشر، ما يدل على وجود اختلاط بين النوعين، وفق ما نقل موقع الحرة عن وكالة أسوشيتد برس.
وبفضل تحديد تسلسل عظمة عُثر عليها في سيبيريا عام 2008، أتاح بابو أيضا اكتشاف وجود نموذج آخر من أشباه البشر مختلف عن غيره ولم يكن معروفا سابقا، هو “رجل دينيسوفا” الذي كان يعيش في آسيا وفي ما أصبح حاليا روسيا.
وكان سفانتي بابو اكتشف عام 2009 أن انتقالا للجينات بنسبة 2 في المئة حصل بين أشباه البشر المنقرضين راهنا كـ”إنسان نياندرتال”، والإنسان العاقل.
وكان لهذا الانتقال القديم للجينات إلى الإنسان الراهن تبعات فيزيولوجية ملموسة اليوم من خلال تأثيره مثلا على طريقة تفاعل نظامنا المناعي مع الأمراض.
ورأت لجنة نوبل في حيثيات قرارها أن “الفروقات الجينية بين الإنسان العاقل وأقرب أسلافنا الذين انقرضوا كانت مجهولة إلى حين تم تحديدها بفضل أعمال بابو”.
وتمكن الباحث السويدي من تجاوز مشكلة تدهور نوعية الحمض النووي بمرور الوقت، إذ لم تبق من هذا الحمض العائد إلى آلاف السنين سوى بضعة آثار ، وهي علاوة على ذلك ملوثة إلى حد كبير بالبكتيريا أو بآثار بشرية حديثة.
وتعايش إنسان نياندرتال مع الإنسان الحديث في أوروبا لفترة معينة قبل أن ينقرض تماما قبل نحو 30 ألف سنة، وحلّ مكانه الإنسان العاقل ذو الأصول الأفريقية، وفقا لفرانس برس.
وبات بابو بعد فوزه منتميا إلى “سلالة نوبلية”. فوالده سونيه برغرستروم (1916-2004) حاز جائزة نوبل للطب في العام 1982 عن أبحاث تتعلق بالهرمونات.
وبرغرستروم هو الأب الطبيعي لسفانتي الذي شرح علنا عام 2014 بأنه وليد علاقة خارج نطاق الزواج، ولهذا السبب يختلف اسمه عن اسم والده.