هل الشمال السوري المُحَرَر.. مُحَرَر؟

هل الشمال السوري المُحَرَر.. مُحَرَر؟

هل الشمال السوري المُحَرَر.. مُحَرَر؟

هل الشمال السوري المُحَرَر.. مُحَرَر؟

هل الشمال السوري المُحَرَر.. مُحَرَر؟

هل الشمال السوري المُحَرَر.. مُحَرَر؟

هل الشمال السوري المُحَرَر.. مُحَرَر؟

شارك

هل الشمال السوري المُحَرَر.. مُحَرَر؟

هل الشمال السوري المُحَرَر.. مُحَرَر؟

جسر: رأي:

 

إن كل من لدية مثقال حبة من خردل، أو مثقال ذرة من عقل وفكر وبصيرة، وكل من لديه أدنى متابعة لأخبار هذا الإقليم المسمى ( مُحَرَرَاً)!

 

يجد أن هذا الإقليم البئيس، التعيس، لا يختلف في وضعه الاجتماعي، والسياسي، والخلقي، والديني، والعسكري، والإداري، والإنساني، عن بقية أقاليم سورية، سواء كان منها الخاضع لنظام الأسد، أو الخاضع للميليشيات المحتلة الروسية، والإيرانية، والكردية!!!

 

كلهم سواء.. مع بعض الاختلافات الشكلية، الظاهرية، إذ أن كل أنواع الفساد، سواء كان منها الخلقي، أو الاجتماعي، أو الإداري، أو الديني، فهو منتشر فيها، انتشار النار في الهشيم، كما إن الفساد قد عشش وفرخ في قلوب الناس، وتشربت نفوسهم به، كتشرب الدماء في عروقهم!

 

فالكذب، والنفاق، والرشوة، والغش، والخداع، والسرقة، والطمع، والجشع، هي السمات الغالبة، التي تسم، وتطبع معظم فئات هذا الشعب البائس، المسكين في ذلك الإقليم!

 

الجوع والفاقة والحرمان

 

إضافة إلى الجوع، والفاقة، والفقر المدقع عند أغلب الناس، وإلى وجود أعداد كبيرة منهم عاطلون عن العمل، ولا يجدون حتى كسرة خبز يقتاتون بها، لتخفف عنهم شيئاً من ألم جوعهم!

 

وكثير منهم، يبحثون، ويفتشون في حاويات القمامة، لعلهم يعثرون على لقمة، تسد رمقهم! وفي الوقت نفسه تجد الغنى، والثراء الفاحش، عند قلة من الناس.

 

استغلال التجار

 

كما أن معظم التجار، يستغلون الفقراء، ويرفعون الأسعار على هواهم، وعلى مزاجهم، ويحتكرون بعض المواد الغذائية، لكي ترتفع أسعارها، فيبيعونها بأضعاف أثمانها، أو على الأقل بأسعار مرتفعة، دون أن تأخذهم شفقة، ولا رحمة، ولا عطف على أبناء جنسهم، فقد قست قلوبهم، حتى أصبحت كالحجارة، أو أشد قسوة!

 

وتجد الناس – واحسرتاه عليهم – يعيشون في هم، وقلق، وأرق دائم، وخوف، ورعب، وهلع مستمر، ويترقبون في كل لحظة، انفجار سيارة، أو أي عربة مفخخة، أو سقوط صاروخ، أو براميل متفجرة، تلقيها الطائرات الروسية، أو الأسدية، أو التحالف الصهيوأمريكية . فتحيل أجساد الناس البرآء، إلى مزق، وأشلاء مبعثرة!!!

 

الفصائل المسلحة تتفرج على خروقات الهدنة

 

وأما الفصائل المسلحة، وما أدراك ما الفصائل المسلحة، على اختلاف ألوانها، وأنواعها، فإنها تجلس تتفرج، ولا تنبس ببت شفة، ولا تحرك ساكناً، وإن تحرك بعضها، أطلق عدة مفرقعات، أو قنابل يدوية، أو صاروخ كاتيوشا، أو اقتنص بعض جنود الأعداء، فحينئذ يقومون يزغردون، ويرقصون، ويهللون، ويكبرون، ويصورونه بالفيديو، وينشرونه على الملأ، وكأنهم حققوا نصراً كبيراً!

 

الضامن الهمام

 

وأما الضامن الهمام، وما أدراك ما الضامن العتيد، الذي تعهد أمام الله، أن يحمي منطقة الشمال السوري كلها، على أساس أنها منطقة خفض التصعيد – حسب اتفاقات أستانة وسوتشي – ويمنع خروقات الهدنة المتفق عليها!

 

علماً بأنه لا تزال جيوشه، وآلياته العسكرية تدخل يومياً تقريباً، حتى أصبح لديه جيشاً عرمرماً، يُقدر بعشرات الآلاف، ويستطيع – لو أراد – أن يحرر سورية بأجمعها، لحررها في غمضة عين، ولكنه – مع الأسف – يجلس يتفرج هو الآخر، ويرى بأم عينيه اختراقات الهدنة، من قبل مختلف الجيوش المحتلة، ويشاهد المناظر الأليمة، المفجعة، المروعة للأجساد المتفحمة، والرؤوس المقطعة، والأطراف المبتورة!

 

ولا يحرك ساكناً، ولا يعترض هذه الطائرات المعتدية، التي تلقي بحممها البركانية، على الناس الذين من المفروض أنهم آمنون، على حسب اتفاقيات سوتشي وأستانة!

 

ولكن كأن هذه الاتفاقيات حبر على ورق، وكأن الأمر لا يعنيه! مع أن رؤساءه، دائماً ويومياً يهددون، ويتوعدون المليشيات الإرهابية، سواءً كانت من النظام الأسدي، إلى الحزب الكردستاني، وسواهم.. بوجوب الالتزام باتفاقات سوتشي، ورجوع المليشيات الأسدية إلى ما وراء حدود سوتشي!

 

حتى أن رأس الهرم في السلطة قال من أيام: ( لن نترك السوريين تحت رحمة نظام الأسد الظالم . مشيرا إلى أن بلاده لم تتهرب يوما من مسؤولياتها.){1}.

 

الناس تسيطر عليهم عقليات القبلية والعشائرية والبدوية

 

لا يوجد في الشمال السوري نظام، ولا قانون، ولا رادع ديني، أو خلقي، بل لا يزال الناس على نفس التربية التي تربوا عليها منذ أكثر من خمسين سنة، من قبل حكم الأسد في مدارسه.

 

تربوا على الخنوع، والخضوع، والذل، والهوان، وطأطأة الرؤوس، والانبطاح، والاستسلام، والانقياد للأوامر، دون أي اعتراض! وما يردونه من شعارات الحرية، والتخلص من نظام، ما هي إلا للاستهلاك المحلي، وللتضليل، وفشة خلق، لا أكثر!

 

فإن حذاء أصغر عسكري، يستطيع أن يدوس على أكبر رأس في البلد، حتى ولو كان رئيس الوزراء، وأصغر عسكري، يستطيع أن يدخل أي محل تجاري، ويسرقه بكامله، بل ويقتل صاحبه، ولا أحد يستطيع أن يحاسبه، أو أن يحاكمه!!!

وهذه قصة حقيقية واقعية، اخترتها من بين مئات آلاف القصص، التي عايشها السوريون، خلال الخمسين سنة الماضية، فيها عبرة، وعظة، وهي نفسها تقريباً، تتكرر في الشمال السوري المزعوم أنه مُحَرر! يجدر بكل سوري أن يطلع عليها في الرابط في الأسفل {2}.

ومع كل أسف، وكل قلب يتحرق، وكل كبد يتفتت، فإن الناس – وابؤساه – لا يتورعون أن يأكلوا بعضهم البعض، ويستغلوا بعضهم البعض، وينتهزوا أي فرصة أو مناسبة دينية، كعيد الفطر، أو عيد الأضحى، أو رمضان، ليرفع التجار الجشعون، عديمو الضمير، والخلق، والدين، أسعار المواد الغذائية، والملبوسات، وسواها، لكي يحصلوا على أرباحٍ خياليةً، كما يفعل التجار في مناطق النظام الأسدي بالضبط، لا اختلاف بينهم البتة!

مع العلم أن وسائل الإعلام، ذكرت أن الحكومة الألمانية، طالبت التجار في رمضان الماضي 1441 بعدم زيادة الأسعار، مراعاة لمشاعر المسلمين، وفي الشمال السوري التعيس رفعوا الأسعار، أضعافاً مضاعفة، وبشكل غير عقلاني، متناسين حرمة شهر رمضان، وحرمة المسلمين، وحرمة الأخوة الإسلامية التي ذكرها الله تعالى: ( إِنَّمَا ٱلۡمُؤۡمِنُونَ إِخۡوَةٞ ){3}.

لأنه ليس لديهم دين، ولا وجدان، ولا ضمير، ولا حتى مشاعر إنسانية، ولا حتى أن الإنسان يستطيع أن يعترض، أو حتى أن ينبس ببنت شفة، ليستنكر ما يحصل، وإلا فإن مصيره السجن، من قبل العصابات التي تحكم هذا الإقليم، المسمى محرراً! كما هو الحال في الإقليم المحكوم من قبل الأكراد أو المليشيات الأسدية.

ولو بحثنا في تقسيمات الأقاليم الممزقة في سورية، لو جدنا ذلك التقرير المأساوي الذي يقول:

( أظهرت خريطة النفوذ العسكري في سورية لشهر أيار/ مايو 2020، ثبات نسب السيطرة الكلية بين القوى المتصارعة على الأرض السوريّة والتي تم تسجيلها في شهر شباط/ فبراير الماضي.

ووفقاً للخريطة التي يصدرها مركز جسور للدراسات فإنّ نسب سيطرة القوى على الأرض هي على النحو الآتي:

  • حافظت فصائل المعارضة على نسبة سيطرتها التي تم تسجيلها الشهر الفائت عند (10.98%).
    • حافظ النظام السوري على نسبة سيطرته التي تم تسجيلها الشهر الفائت عند (63.38%).
    • حافظت قوات سوريا الديمقراطية على نسبة سيطرتها التي كانت قد سجّلتها منذ شهر تشرين الثاني/ نوفمبر2019 (25.64%)..{4}.

 

وهذا تقرير آخر لوكالة الأناضول يبين مقدار معاناة النازحين في الشمال السوري

معاناة النازحين شمالي سوريا.. الدفء أصبح ضربا من الخيال (تقرير)

– معاناة النازحين بسبب قصف النظام السوري وروسيا بأقسى صورها في المخيمات العشوائية المليئة بالأسى وقصص الألم والحرمان. – البرد الشديد وعدم توفر الاحتياجات الأساسية جعل المنطقة التي تضم تلك المخيمات شمالي سوريا الأكثر بؤسا في العالم الحرب في سوريا  مخزية{5}.

وتقرير آخر يظهر هشاشة المخيمات التي يعيشها النازحون البؤساء في الشمال السوري.

مخيمات تتعرض للقصف، الذي يدمر ويخرب، ويقتل ما يشاء، ولا أحد يتصدى له!

لا الفصائل المسلحة التي من واجبها الأول، أن تدافع عن أهلها، ولا الضامن الميمون، يتصدى لها، أو يعترضها، أو على الأقل – وطالما أنه ضامن – أن يزود الفصائل بالأسلحة، التي تستطيع التصدي للطائرات المعتدية! إذا كان يخشى الإحراج! مع أن واجبه، معاقبة من يخترق الهدنة – كما يقول رئيسه – دائماً وأبداً.

تعرض مخيمات النزوح للقصف أو التدمير

( كما وثقت المفوضية تعرّض مخيمات النزوح، إما للقصف المباشر أو للأضرار، بسبب استهداف مواقع مجاورة. وذكرت المفوضية تعرّض مخيم “فحيل العز” قرب بلدة سرمدا في شمال إدلب لقصف القوات الحكومية، في 14 شباط/فبراير، مما أسفر عن إصابة ثلاثة مدنيين بينهم سيدة. وفي اليوم التالي تعرّض مخيم “المثنى” للقصف ما أدى إلى مقتل مدني وإصابة ستة آخرين بجراح بينهم امرأة وصبي. وقالت باشيليت:

“ما من مكان آمن. ومع استمرار العملية الحكومية وإجبار الناس على التكدس في جيوب تصغر أكثر فأكثر، أخشى على حياة المزيد من الناس.”){6}.

واللاجئون السوريون بالرغم من العذابات والأوجاع والآلام والحرب المدمرة والمخزية، إلا أن انتاجهم البشري مرتفع وعالي جدا يفوق إنتاج بقية البشر حتى أن أحد المعارضين في حكومة الضامن يتوقع أن يصبح عدد السوريين خمسة عشر مليوناً بعد عشرين سنة !!

الحرب في سوريا مخزية

وهذا تقرير آخر عن مأسي الحرب المخزية في سورية وتأثيرها على الأطفال!

( من جانبها أفادت منظمة الأمم المتحدة للطفولة اليونيسف، في بيان صادر يوم السبت، بأن حوالي 4.8 مليون طفل ولدوا في سوريا منذ بدء النزاع قبل تسع سنوات. وُلد مليون طفل إضافي كلاجئين في البلدان المجاورة. وقالت اليونيسف اليوم إن الأطفال ما زالوا يواجهون العواقب المدمرة لحرب وحشية.){7}.

الخلاصة المأساوية

نستنتج من خلال جميع التقارير الواردة أعلاه، أن الشمال السوري، ليس بمنطقة مُحَررة البتة! بل هي منطقة مُستعبدة من قبل عصابات، ومليشيات متعددة، وبأسماء مختلفة، وبعضها تستخدم الدين كغطاء ودريئة، لتحقيق مصالحها المادية، وتطلق على نفسها أسماء مبهرة، ورنانة، وطنانة، لخداع الناس، وتضليلهم!

 

المصادر:

 

شارك