هل بِيعَ تاريخُ سوريا القديم أيضاً

هل بِيعَ تاريخُ سوريا القديم أيضاً

هل بِيعَ تاريخُ سوريا القديم أيضاً

هل بِيعَ تاريخُ سوريا القديم أيضاً

هل بِيعَ تاريخُ سوريا القديم أيضاً

هل بِيعَ تاريخُ سوريا القديم أيضاً

هل بِيعَ تاريخُ سوريا القديم أيضاً

شارك

هل بِيعَ تاريخُ سوريا القديم أيضاً

هل بِيعَ تاريخُ سوريا القديم أيضاً

مجموعة من أهم مكتشفات مدينة إيمار السورية في متحف أرض التوراة في “إسرائيل”!
رند عبد الكريم
في مقالة له تحمل عنوان “دراسة في الفن” -نشرها في موقعه الخاص- يتحدث الكاتب الإسرائيلي “إسرائيل شامير” عن عائلة “ليون ليفي” الشهيرة كإحدى العائلات اليهودية التي استطاعت كسر المحظور في الديانة اليهودية، ودخول عالم الفن ورسم الوجوه الآدمية، وصنعت لها نفوذاً وسلطة، تمكنت من خلالهما نقل التحف من كنائس أوروبا إلى المتاحف، وهو نفوذ يتضح بالبحث والتدقيق، ويمتد ليشمل وزارة الثقافة والآثار السورية، وملفاتها السرية، فعائلة أو بالأحرى، مؤسسة “ليون ليفي”، الرئيس السابق للمنظمة اليهودية الصهيونية الأميركية، لها اسم آخر في ملفات وزارة الثقافة والآثار السورية، تنطوي عليه اتفاقيات التعاون المبرمة مع الاتحاد الأوروبي، حتى منتصف عام 2011، للتنقيب في المواقع الأثرية السورية، ونشر نتائج التنقيب في مؤسسات النشر الأميركية والإسرائيلية وغيرها، ومنها مؤسسة نشر “ليفي” نفسها التي تحمل اسم مؤسسة “ليفي وايت”، والتي -حسب العقيدة اليهودية- تخدم نفسها ويهوديتها و”يهودية إسرائيل” معاً.
توفي “ليون ليفي” عام 2003، مطمئناً إلى استمرار مؤسسته في “نشاطها السوري” بعد أن ورثتها زوجته “شيلبي وايت” وخمسة آخرون شكّلوا معها مجلس أمناء مؤسسة “ليفي”، وجل أولئك لهم نشاط علمي في المواقع السورية، وعلى رأسهم “شيلبي” رئيسة الأصدقاء الأميركيين لمؤسسة “الآثار الإسرائيلية” في “أورشليم”، و”فيليب كنغ” مدير مؤسسة ليفي وايت للنشر، المختص بـ “إسرائيل التوراتية”، والمتعمق في تنقيبات معبد “عين دارا” في ريف حلب، الذي اعتبره بوقاحة “ثالث أهم اكتشاف توراتي” لعام 2009، ثم “آني كابوت” الباحثة في متحف “اللوفر” ورئيسة قسم آثار الشرق الأدنى القديم فيه، والتي أجرت في سوريا تنقيبات في موقع أوغاريت الساحلي وموقع إيمار/مسكنة بالقرب من حلب، وجهدت عام 2005 لربط أوغاريت السورية بالتوراة اليهودية، من خلال مؤتمر عقدته جامعتا “شربروك” و”أدنبره”، وقد حضره وصادق على نتائجه مسؤول كبير في وزارة الثقافة السورية هو مدير التنقيبات!. ولا يتوقف الحضور القوي والمريب لـ”ليفي” في مجال الآثار السورية عند هذا الحد، ولا تعاونه مع وزارة الثقافة والآثار السورية، التي دأب مسؤولوها منذ مطلع عام2000 على إقامة المعارض الأثرية السورية في متحف “الميتروبوليتان”، في مدينة نيويورك.. القاعة التي تحمل اسم”ليفي”، تضم بين معروضاتها تُحفاً أثرية لم تُعرض في بلدانها الأصلية، ومنها تحفٌ سورية ضمها “ليفي” إلى مجموعته الخاصة وأهدى بعضها إلى متحف “الميتروبوليتان” دون “لفت عناية أصحابها الأصليين!. على أن كل ذلك لا يكاد يكون مثار ريبة، أمام قيام مؤسسة” ليفي” بأنشطة على الأراضي السورية، لمدة اثني عشر عاماً دون أن يثير ذلك ريبة أو حفيظة الحكومة السورية، ونفذت خلالها اثني عشر مشروعاً توزّعت بين التنقيب الأثري والنشر، أشرفت عليها المؤسسة الصهيونية المذكورة وموّلتها، منها مشروع دراسة ونشر وعرض مئات القطع الأثرية المكتشفة في مدينة أوغاريت السورية الساحلية، بالتعاون بين مؤسسة “ليفي” ومتحف “اللوفر” عامي 2008/2009، ومشروع التنقيب والنشر الخاص بـ “تل العشارة” الواقع في الفرات الأوسط بسورية عامي 1999/2000، بقيادة “جورجيو بوتشيلاتي”، ومشروع “تل المريبط” الفراتي السوري بقيادة “جان إستيفيز” عامي 2000/2001، ومشروع “تل البنات” الفراتي السوري بقيادة “آني بورتر” عامي 2004/2006، ومشروع “بصرى” في محافظة درعا بقيادة “جاكلين دنزر” عامي 2007/2008، ومشروع “إيمار” بالقرب من حلب بقيادة “جان كلود مارغرون” عامي 2003/2004، ومشروع “دورا أوروبوس” في دير الزور بقيادة “بيير لوريش” عامي 2008/2009، ومشروع “تل بيدر” في الحسكة بقيادة “آني بورتر” عامي 2007/2008، ومشروع “تل النبي هوري” شمال حلب بقيادة “جانين عبد المسيح” عام 2010. وقد أثبتت عملية البحث، أن أنشطة مؤسسة “ليفي” ذات البعد الأثري في سوريا هي أنشطة مرتبطة بأبعاد جيوسياسية في المنطقة، كون المؤسسة المذكورة داعمة لليهودية العالمية، وحلم “إسرائيل الكبرى”، وقد ظهرت على سبيل المثال وثيقة مؤرخة في 24 يونيو 2002، تشير إلى شروط قدّمها “ليفي” لـ “جورج بوش الابن” تتضمن ضرورة تخلّي الفلسطينيين عن “الإرهاب” لكي يحصلوا على دولة، وفضلاً عن ذلك فمشاريع “ليفي” في سوريا لم تتضارب في الهدف مع مشاريع كبيرة أيضاً نفّذتها في مواقع التراث السوري جامعات ومعاهد ومؤسسات غربية داعمة لأحلام “إسرائيل” وتطلعاتها، ومن هذه المشاريع ما سعى إلى تغيير الخارطة الأركيولوجية والجيوتاريخية السورية وحتماً السياسية، مثل مشروع ARCANE عامي 2001/2003، الذي يراد به وضع تسلسل زماني لمناطق الشرق الأدنى القديم وشرق المتوسط، وقد قادت هذا المشروع كبرى المؤسسات و “الجامعات الإسرائيلية “بفريق علمي عمل معظم أعضائه في المواقع السورية، وهناك مشروع قواعد بيانات مدينة “إيمار” القريبة من حلب، عامي 2004/2007، وقد نفّذت هذا المشروع كل من جامعة “تل أبيب”، و “يورام كوهين “و “شمريط سالم “وجامعة “كونستانز” الألمانية وعمل فيه “لورنزو دوألفونسو” و “تنكرد كوف” و “ستيفان كمر”، أما أهم مكتشفات مدينة إيمار السورية فهي الألواح الكتابية المسمارية التي أُخرجت من سورية بموجب تنقيبات رسمية، ضمن أربع مجموعات، منها مجموعة موجودة في متحف أرض التوراة في “إسرائيل”!، ومجموعة أخرى لدى اليهودي الأميركي “جوناثان روزن”، وهناك مشروع ETANAوهو مشروع رقمنة لأرشيفات مواقع من الشرق الأدنى القديم ومنها “تل موزان” في محافظة الحسكة، وقد شاركت في المشروع جامعة “تل أبيب”، أما الجهة المموّلة فهي مؤسسة “أندريه وميلون” المموّل الرئيسي لـ”مركز التاريخ اليهودي”، وتطول قائمة المشاريع المشابهة، ولا يتسع المجال هنا لذكرها كلها، لكن ما نود تسليط الضوء عليه هو أن العابثين بتاريخ سوريا ومستقبلها، قد دخلوا إليها في السنوات السابقة من المطارات السورية، وعبر قاعات الشرف فيها، وهم يعرفون جيداً عما يبحثون، وما يريدون عمله، يستقبلهم في الجانب الآخر بعض المسؤولين فيها عن “الخراب الاستراتيجي” في سوريا، غير أنهم لا يريدون شيئاً سوى جني المزيد من الأموال، وحيازة أدوات السلطة، والتهديد بحرق ما تبقى من حاضر البلاد ومستقبلها، بعد أن باعوا تاريخها العظيم بشواهده وآثاره.

 

شارك