أكار:
– مهلة الـ150 ساعة في إطار الاتفاق، تنتهي الساعة 18.00 يوم 29 أكتوبر
– نتابع الأحداث عن كثب حتى ذلك الوقت وسنقوم باللازم بعد تقييم المستجدات
– تركيا لن تسمح إطلاقًا بإنشاء ممر إرهابي على حدودها.
– تركيا مستعدة لنقل كل من يريد التحقق ما إذا تم استخدام السلام الكيميائي
أعلن وزير الدفاع التركي، خلوصي أكار، أن الاتفاق الذي توصلت إليه بلاده مع روسيا حول الشمال السوري، يسير بشكل طبيعي ووفق ما هو مخطط له.
جاء ذلك خلال تصريحات للصحفيين في ممثلية تركيا الدائمة لدى حلف شمال الأطلسي (ناتو) عقب اجتماع وزراء دفاع الحلف بالعاصمة البلجيكية بروكسل، مساء الجمعة.
وقال أكار إن مهلة الـ150 ساعة في إطار الاتفاق، تنتهي الساعة 18.00 (15.00 ت.غ) يوم 29 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري.
وأضاف: “نتابع الأحداث عن كثب حتى ذلك الوقت، وسنقوم باللازم بعد تقييم المستجدات”.
ولفت إلى أن تركيا لن تسمح إطلاقًا بإنشاء ممر إرهابي على حدودها الجنوبية، وستواصل اتخاذ الخطوات اللازمة لمنع ذلك.
وتابع: “نستهدف الإرهابيين فقط.. الأكراد إخواننا وليس لدينا أي تمييز”.
وانتقد أكار الإعلام الغربي الذي قال إنه يمارس التضليل بشأن عمليات مكافحة الإرهاب، عبر اتهام تركيا باستهدف الأكراد رغم أنها لا تستهدف سوى الإرهابيين.
وأردف: “عندما نتحدث عن بي كا كا / ي ب ك والإرهابيين، يقولون في الإعلام الغربي إن الأتراك سينفذون عملية ضد الأكراد.. لا يوجد شيء من هذا القبيل”.
ومضى يقول: “دخلنا إلى تل أبيض ورأس العين.. يعيش فيهما العديد من المجموعات العرقية من عرب وأكراد وآراميين وسريان، ولا مشكلة لدينا مع أي منهم”.
وأشار أكار إلى أن أرواح وأموال هؤلاء الناس مضمونة لدى تركيا، وحمايتهم تعد مسألة كرامة، وعلى الجميع أن يعلم ذلك.
وبيّن أن آلاف الناس هربوا من ظلم واضطهاد “بي كا كا/ ي ب ك”، واضطروا لمغادرة أراضيهم ومنازلهم واللجوء إلى مناطق مختلفة.
وأضاف: “300 ألف من بين هؤلاء ذهبوا إلى العراق، و400 ألف من أشقائنا الأكراد جاءوا إلى تركيا، وهم سيعودون إلى أراضيهم ومنازلهم عندما تحل مسألة المنطقة الآمنة”.
وشدّد على أن التنظيم (الإرهابي) مارس ظلمًا كبيرًا على أهالي المنطقة، من خلال وضع القيود وتجنيد الأطفال قسرًا وجمع الاتاوات.
ولفت إلى أن الجنود المشاركين في نبع السلام” دخلوا بسهولة إلى تل أبيض ورأس العين، لأن الأهالي هناك احتضنوهم واستضافوهم.
وأكّد أن عملية “نبع السلام” التزمت بالقانون والقواعد الدولية كلها، وجرت بشكل شفاف وواضح للغاية.
وفيما يتعلق بالمفاوضات التركية – الأمريكية حول المنطقة الآمنة، قال أكار: “رغم توافقنا في العديد من المسائل إلا أنه لم يتم التوصل إلى اتفاق نهائي”.
وأضاف: “رأينا بأن قوة إرهابيي “ي ب ك” الذي يشكل تهديدًا لنا تزداد يومًا بعد يوم، وكان علينا منع ذلك واتخاذ التدابير اللازمة”.
وأوضح أن تركيا استخدمت حقوقها النابعة من القانون والمعاهدات الدولية وحقها في الدفاع المشروع عن النفس.
وردّا على المزاعم المتعلقة بعملية “نبع السلام”، قال أكار إن “التطهير العرقي ليس كلامًا يُطلق جزافًا”.
واستدرك: “الحديث عن مزاعم لا تمت للحقيقة بصلة في هذا الصدد أمر غير أخلاقي”.
قال إن كل شيء واضح في المنطقة، وإن تركيا مستعدة لنقل كل من يريد الذهاب إليها للتحقق ما إذا تم استخدام السلاح الكيميائي.
وتطرق أكار إلى اقتراح وزيرة الدفاع الألمانية، آنيغريت كرامب كارنباور، إنشاء منطقة آمنة تحت رقابة دولية شمالي سوريا.
وقال إنه أجرى لقاء مع الوزيرة الألمانية، وأبلغها بأن تركيا ستدرس هذا الموضوع إذا تم طرحه بشكل مفصل.
من جهة أخرى، رحّب الوزير التركي بقرار إسبانيا تمديد مدة إبقاء بطاريات الباتريوت الموجودة على الأراضي التركية لمدة عام آخر.
وأشار إلى أن حدود تركيا تمثل حدود حلف شمال الأطلسي “ناتو”، مؤكداً أن بلاده بعمليتها العسكرية لم تحمِ حدودها فحسب، بل توفر الحماية لحدود الناتو أيضاً.
وبيّن أنه في حال لم توقف تركيا الإرهاب في تلك المنطقة، فانعكاسات ذلك ستكون جسيمة وواضحة.
ولفت إلى أنه أطلع نظرائه في حلف الناتو، على الاتفاق المبرم بين تركيا والولايات المتحدة، في 17 تشرين الأول/ أكتوبر الحالي، ومع روسيا في 22 من الشهر المذكور.
وأكد أنه بفضل تضحيات الجنود الأتراك انطلقت عملية نبع السلام وحققت تقدماً، مبيناً أن القوات التركية تبذل جهوداً كبيرة في الوقت الراهن لإزالة الألغام والمتفجرات التي خلفها الإرهابيون، لجعل المنطقة آمنة.
وأردف “نسعى لجعل المنطقة آمنة، في أقرب وقت لكي يتسنى للسوريين العودة إلى ديارهم، وبلادهم بشكل آمن وطوعي”.
وأشار أن (الإرهابيين) أطلقوا أكثر من ألف قذيفة هاون على الأراضي التركية خلال أسبوع، ما أسفر عن مقتل مدنيين بينهم رضيع بعمر تسعة أشهر.
وأكد أن تركيا لا يمكنها تحمل ذلك، والقوات المسلحة التركية مضطرة لاتخاذ التدابير اللازمة لحماية الحدود والمدنيين.
وبيّن أن (الإرهابيين) ينشطون تحت أسم “بي كا كا” في شمال العراق، وتحت اسم “ي ب ك” في سوريا، لخداع الرأي العام العالمي، مؤكداً أن مئات الأوروبيين والأمريكان يعلمون ذلك ويصرحون به.
وحول وجود سجون في مناطق نبع السلام، يقبع بها عناصر داعش، أشار أكار إلى أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أبلغ خلال مكالمة هاتفية الرئيس رجب طيب أردوغان قبل انطلاق العملية وأثناءها، بوجود نحو 14 سجناً تضم ألفين من عناصر داعش في المنطقة.
وتابع “أكدنا أننا سنفعل ما كل ما يلزم حيالهم، وسنحارب الموجودين منهم على الأرض أيضاً، وأصدرنا توجيهات بالتدخل والسيطرة على السجون في أسرع وقت”.
وأضاف: “إلا إننا عندما دخلنا إلى المنطقة، لم نجد سوى سجناً واحداً في تل أبيض، وقد قام إرهابيو “ي ب ك/ بي كا كا” بإطلاق سراح عناصر داعش منه”.
وتساءل: “ماذا كان موقف واشنطن لو قامت جهة أخرى بما فعله إرهابيو ي ب ك، الذين كان الأمريكيون يتعاونون معهم؟”.