جسر – متابعات
نعت الأوساط الثقافية والأدبية السورية، الأديب والحقوقي والناشر “فاضل السباعي”، الذي توفي في دمشق، أمس الأربعاء، عن عمر ناهز 91 عاماً، بعد سنوات من الإبداع قضاها بين الشعر والقصة القصيرة.
اختزلت روايات السباعي ابن مدينة حلب الشهباء، جزءاً من ذاكرتنا السورية على مدى عقود طويلة من الحزن والألم، إضافة إلى مؤلفاته من كتب السير وأدب الرحلات، وكانت روايته الأشهر “ثم أزهر الحزن”، التي رسمت مثالاً على قدرة السباعي على سبر أغوار وخبايا النفوس، وخاصة النفس الأنثوية، فبطلة القصة “هالة” بما تحمله في ثنايا نفسها وطيات قلبها، من حب للكفاح وما تفرضه عليها الأقدار، مثلت صورة لأنثى نعرفها تسكن وجدان كل منا، أنثى نشأت في كنف أم تحملت وصبرت بعد فقدان معيلها، واختزلت قصة كل أسرة سورية في زمان طغى فيه الحزن والألم، فكانت إبداعا خالصا للسباعي الذي وصف في تدويناته الأخيرة عبر صفحته الشخصية، على الفيسبوك، بعض ما يعانيه مع المرض، والوهن، والألم، فبدا العمر خائنا لذلك الشاب الجميل الأنيق الذي كان نداؤه الأخير: “يا الله، لقد أتعبتني أوجاع الجسد، وصروف الحياة، فخذني إليك يا الله”، ليترجل عن صهوة الحزن أخيرا..
* أبرز المحطات في حياة الأديب السباعي:
• ولد في مدينة حلب عام (1929) في حي وراء الجامع الأموي الكبير، وهو الابن الأول لـ”أبو السعود السباعي” الذي أنجب تسعة عشر من البنين والبنات.
• درس الابتدائية والإعدادية والثانوية في مدارس مدينة حلب، ثم انتقل إلى القاهرة لدراسة الحقوق بجامعتها.
• عمل محاميا، فموظفا في وزارات الدولة، ومديرا في وزارة التعليم العالي قبل أن يطلب إحالته على التقاعد عام (1982) ليتفرغ للكتابة والتأليف.
• أسس بدمشق عام (1987) دار إشبيلية للدراسات والنشر والتوزيع، وهو عضو مؤسس في اتحاد الكتاب العرب بدمشق عام (1969).
• له بضعة وثلاثون كتاباً، بين الشعر والقصة القصيرة، وترجمت بعض قصصه إلى عدة لغات، منها: الفرنسية والإنكليزية والألمانية والإسبانية والروسية والفارسية وغيرها.
• كان الأديب السباعي أحد الموقعين على عريضة ”ربيع دمشق“، وأحد المطالبين بعودة مؤسسات المجتمع المدني، َاحترام حقوق الإنسان في سوريا.
• أنجب ثلاث بنات “سوزان”، و”سهير” و”خلود” (وهما فنانتان تشكيليتان) وابنًا “فراس”. وهو جدّ لعشرة من الأحفاد والأسباط، أنجبوا سبعة أطفال.
• غادر سوريا في تشرين الأول 2013 إلى الولايات المتحدة الأمريكية، قبل أن يشتد عليه المرض والتعب، فآثر العودة إلى سوريا في حزيران 2015.
إلى أن وافته المنية يوم الأربعاء 25 تشرين الثاني 2020
بعد حياة حافلة بالعطاء والإبداع، وهو القائل: “أقدس الحرية والعدالة، لأنهما جوهر الكرامة الإنسانية، وأكره الفقر والاستعباد، لأنهما والكرامة الإنسانية على طرفي نقيض”.
خالص العزاء لأهله ومحبيه ولسوريا التي فقدت أديبها النبيل.