جسر – متابعات
تحتفل الطائفة العلوية اليوم بعيد الغدير، وهو عيد خاص بأبناء الطائفة الذين يعتقدون بقدسية هذا اليوم، حيث تم خلاله تنصيب “علي بن أبي طالب” أميراً للمؤمنين.
ويقع غدير “خم” بين مدينتي مكة ويثرب “المدينة المنوّرة” وهو أقرب مسافةً ليثرب، ويوصف بأنّه وادٍ من الآثار والمعالم الإسلامية، التي تصل لدرجة التقديس حسب معتقدات الطائفة العلوية.
ويتخذ غدير “خم” هذه المكانة المتميزة بسبب احتضانه لمناسبة تنصيب علي بن أبي طالب أميراً للمؤمنين، ومبايعته بالولاية التامة والطاعة، وذلك في يوم الثامن عشر من شهر “ذي الحجة” من السنة العاشرة للهجرة، ويعتقد العلوين أنّ هذا الأمر تم بأمر من الله ويعتبر بمثابة ركن من الإسلام لايزول، وذلك حسب المعتقدات الخاصة للطائفة العلوية.
ويستند العلوين في اعتبار هذا اليوم مقدساً على عدة آراء وردت في كتب التفسير، نقتبس منها:
“جاء في تفسير فخر الرازي ج ٦ ص ٤۹ في آية: «يا ايها الرسول بلغ ما انزل اليك من ربك» قال: نزلت الآية في علي بن ابي طالب ولما نزلت هذه الاية اخذ بيده وقال: من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وآل من والاه وعاد من عاداه.
فلقيه عمر فقال: هنيئاً لك يا ابن ابي طالب اصبحت مولاي ومولى كل مومن ومؤمنة. وهو قول ابن عباس والبراء بن عازب ومحمد بن علي”.
”وجاء في المستدرك على الصحيحين للحاكم النيسابوري في ج ۳ ص ۱۰۹ وعن زيد بن ارقم قال: لما رجع رسول الله (صلى الله عليه وآله) من حجة الوداع ونزل غدير خم امر بدوحات فقمن فقال: كأني قد دعيت فأجبت اني قد تركت فيكم الثقلين احدهما اكبر من الاخر كتاب الله تعالى وعترتي فانظروا كيف تخلفوني فيهما فانهما لن يتفرقا حتى يردا على الحوض، ثم قال: ان الله عزوجل مولاي وانا مولى كل مؤمن ثم اخذ بيد علي رضي الله عنه فقال: من كنت مولاه فهذا واليه اللهم وآل من والاه وعاد من عاداه. قال: وهذا حديث صحيح.)
وروى حديث الثقلين ايضاً احمد بن حنبل في مسنده ج ٤ ص ۳٦٦ وابن الأثير في كتاب اسد الغابة ج ۲ ص ۱۲ والكثير من المحدثين وعلماء التفسير.”.
“وجاء في كتاب وفاء الوفاء ج ۲ ص ۱۰۱۸ للسمهودي قال: ومنها مسجد بعد الجحفة واظنه مسجد غدير خم.
قال الأسدي: بعد ما تقدم عنه وعلى ثلاثة اميال من الجحفة يسرة عن الطريق حذاء العين مسجد لرسول الله وبينهما الفيضة وهي غدير خم وهي على اربعة اميال من الجحفة.”.
وقال عياض: “غدير خم تصب فيه عين وبين الغدير والعين مسجد للنبي.
“وقال السمهودي: وفي مسند احمد عن البراء بن عازب قال: كنا عند النبي (صلى الله عليه وآله) فنزلنا بغدير خم فنودي فينا الصلاة جامعة وكسح لرسول الله (صلى الله عليه وآله) تحت شجره فصلى الظهر واخذ بيد علي وقال: الستم تعلمون اني اولى بالمؤمنين من انفسهم؟”
قالوا: بلى.
قال: يد علي وقال: اللهم من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وآل من والاه وعاد من عاداه. قال: فلقيه عمر بن الخطاب بعد ذلك فقال: هنيئاً يا ابن ابي طالب اصبحت وامسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة).
و”قال العلامة المجلسي في كتاب البحار ج ۲۱ ص ۳۸٦: وكان السبب في نزوله في هذا المكان نزول القرآن عليه بنصب امير المؤمنين علي بن ابي طالب (عليه السلام) خليفة في الأمة من بعده وعلم الله عزوجل انه ان تجاوز غدير خم وانفصل عنه كثير من الناس الى بلدانهم فاراد الله ان يجمعهم لسماع النص على أمير المؤمنين”.
وجاء في معجم البلدان في ج ۲ ص ۳۸۹ قال ياقوت الحموي:
قال الزمخشري: “خم اسم رجل صباغ اضيف اليه الغدير الذي هو بين مكة والمدينة بالجحفة وقيل هو على ثلاثة اميال من الجحفة وذكر صاحب المشارق ان خماً اسم غيضة هناك وبها غدير نسب اليها قال: وخم موضع تصب فيه عين بين الغدير والعين وبينهما مسجد رسول الله وقال: عرام ودون الجحفة على ميل غدير خم ووادية يصب في البحر وغدير خم هذا من نحو مطلع الشمس لا يفارقه ماء المطر أبداً وبه اناس من خزاعة وكنانة غير كثير”.
وبحسب قول “البلادي” يعرف غدير خم اليوم بأسم “الغربة” وهو غدير عليه نخل قليل لأناس من البلادية من حرب وهو في ديارهم يقع شرق الجحفة على (۸) أكيال وواديهما واحد وهو وادي الخرار وكانت عين الجحفة تنبع من قرب الغدير.
الجدير ذكره، أنّه لم يتسن لجسر الحصول على صور مرتبطة بهذا الاحتفال.