جسر:متابعات:
أصدرت هيئة تحرير الشام تهنئةً توجهت بها ” لحركة “طالبان” الأفغانية، بمناسبة توقيع الأخيرة “اتفاق سلام” مع الولايات المتحدة الأمريكية.
وجاءت تلك التهنئة من خلال بيانٍ نشرته قنوات مقربة من “الهيئة” عبر تطبيق “تلغرام”، اليوم الاثنين 14 من أيلول، وحمل توقيع رئيس المجلس الشرعي للهيئة، عبد الرحيم عطون، الملقب بـ”أبو عبد الله الشامي”، الذي اعتبر أنّ توقيع الاتفاق “نصرًا كبيرًا أحرزه المسلمون في أفغانستان.”
وقد وقعت الولايات المتحدة الأمريكية مع حركة “طالبان” الأفغانية، يوم أمس الأحد، اتفاق سلام في العاصمة القطرية الدوحة، يتضمن سحب الأولى لجنودها من أفغانستان بشكل تدريجي وخلال 14 شهرًا، وعقد الحركة لمحادثات سلام مع الحكومة الأفغانية.يتبعه إزالة عقوبات أمريكية عن أفراد من “طالبان” وتبادل إطلاق سراح السجناء.
ولايخفى أنّ بيان هيئة تحرير الشام تضمن بشكلٍ غير مباشر رسائل داخلية لخصوم “الهيئة” خارجيًا وداخليًا، خاصةً مع خوضها لاشتباكات ضد تنظيمات عسكرية موجودة في محافظة إدلب، شمال غربيّ سوريا، بما فيها تنظيم “حراس الدين” فرع تنظيم “القاعدة”.
الرسالة تعتبر استمرراً لتطور الخطاب السياسي لهيئة تحرير الشام وإظهارها ليونة كبيرة في مخاطبة المجتمع الدولي، معتبرةً أنّ من حقها مقاومة الدول التي تقتل الشعب السوري وتحتل أرضه، أمّا الدول التي تساعده أو لاتشارك في قتله فليس للهيئة معها أي مشكلة، بل ويمكن مناقشة العديد من القضايا المشتركة والتي تساعد الشعب السوري في حربه ضد النظام وحلفائه.
وتكرّس هيئة تحرير الشام من خلال هذه الخظابات والمواقف انفصالها بشكلٍ فعلي عن تنظيم القاعدة الذي يؤمن بعالمية الجهاد، فهي تحصر جهادها ضد نظام الأسد وحلفائه فققط ولاتقوم بأي نشاطٍ خارج هذا الإطار.
يذكر أنّ مواقف متلاحقة على لسان شرعي هيئة تحرير الشام “عبد الرحيم عطون” كانت قد صدرت في هذا الاتجاه مؤخراً.