جسر – متابعات
كشفت صحيفة “الغارديان” البريطانية أن أجهزة مخابرات غربية استخدمت مصنعاً فرنسياً للأسمنت في سوريا لجمع المعلومات عن الرهائن المحتجزين لدى داعش.
ونقلت الصحيفة عن ضابط مخابرات أردني شارك في عملية التجسس، أن مصنع “لافارج” الذي استمر بالعمل بعد سيطرة الجهاديين على شرق سوريا، كان في الحقيقة خلية تجسس لعملية فاشلة من أجل إنقاذ حياة 30 رهينة.
وحسب الضابط الأردني، فإن من بين الرهائن، الصحفي الأمريكي جيمس فولي والمصور البريطاني جون كانتيل والطيار الأردني معاذ الكساسبة، حيث تم تأكيد مقتل اثنين منهم.
وأصدرت محكمة فرنسية عليا هذا الأسبوع قراراً يقضي بإمكانية التحقيق مع الشركة بتهمة التواطؤ بجرائم ضد الإنسانية بسبب تعاملاتها في سوريا، مشيرةً إلى أن القرار السابق الذي ألغى الاتهام كان معيباً.
ووفق الضابط، فإن قرار المحكمة الذي طال انتظاره يعتبر سابقة، وسيترك انعكاسات واسعة على الشركات التي تعمل في محاور الحرب.
ونفى كل من المدير التنفيذي السابق برونو لافون ومدير المخابرات السابق جان كلود فيلارد والمدير السابق لفرع الشركة في سوريا فردريك حوليبوا اتهامات تمويل منظمة إرهابية وتعريض حياة الآخرين للخطر.
وقالت الغارديان، إن العميل الأمني الأردني أحمد الجالودي، سافر بشكل منتظم بين المصنع وعمان لتقديم تقارير عن مكان الرهائن المفترض، للمسؤولين الأمنيين في المنطقة ومن دول أخرى، وحدد مكانهم مرة في منشأة نفطية في الرقة.
وقال الجالودي: “أنا فخور بالعمل الذي قمت به من أجل تخليص الرهينة، الطيار الأردني وحماية العمال في المصنع. وقدمت معلومات استخباراتية صحيحة للتحرك بناء عليها حيث كان من الممكن تخليص الرهائن”.
وأشارت مصادر استخباراتية إلى أن الجالودي لم تكن له علاقة أو دور بالعمليات التجارية للشركة، وتم تسهيل دخوله وخروجه إلى سوريا من الخدمات الوطنية الأمنية أو “أم آي تي”، وعبر الحدود التركية، وكذا صلته مع مدير المخابرات الأردنية فيصل الشوبكي.
وبداية عام 2014 ساعد الجالودي على تأكيد احتجاز الرهائن في حقل العكيرشي في الرقة، وتم التأكد من مكانهم عبر شاحنات النقل والمراسيل إلى المنشأة.