الجولاني خنجراً في ظهور رفاقه

الجولاني خنجراً في ظهور رفاقه

الجولاني خنجراً في ظهور رفاقه

الجولاني خنجراً في ظهور رفاقه

الجولاني خنجراً في ظهور رفاقه

الجولاني خنجراً في ظهور رفاقه

الجولاني خنجراً في ظهور رفاقه

شارك

الجولاني خنجراً في ظهور رفاقه

الجولاني خنجراً في ظهور رفاقه

جسر – صحافة

لم تمر أسابيع كثيرة على إزاحة “هيئة تحرير الشام” قائد “جند الشام” مسلم الشيشاني ومجموعته الصغيرة وقوامها بضعة عشرات من المقاتلين عن مقر نشاطه في ريف اللاذقية، حتى وقعت محاولة اغتياله. صحيح أن الشيشاني، وهو من القياديين البارزين للمقاومة الشيشانية وعلى رأس قائمة المطلوبين من موسكو، لم يُقتل في الغارة الجوية الروسية، لكنها أصابت بدقة مكان إقامته مع عائلته على أطراف قرية الجديدة التابعة لمنطقة جسر الشغور في ريف إدلب الغربي، وأصابت أفراداً من عائلته. حصيلة ضحايا الغارة 3 قتلى بينهم طفل و13 جريحاً بينهم ابنتا الشيشاني وزوجته.

السؤال الأساسي هنا هو كيف عرفت القوات الروسية بموقع وجود الشيشاني، وهو انتقل الى هناك بعد اتفاق مع “تحرير الشام” على اخلاء أماكن انتشاره في ريف اللاذقية قبل شهرين، وبالتالي يقع الرجل تحت حماية التنظيم”؟

هناك 3 احتمالات واضحة، أولها أن الهيئة، من ضمن صفقاتها مع تركيا، قررت بيع الشيشاني وتوفير معلومات عن مكان وجوده بهدف استهدافه (وهذا كلام تنفيه الهيئة بالتأكيد). الاحتمال الثاني أن الاستخبارات الأسدية أو الروسية حصلت على معلومات عن مكان وجود الشيشاني، نتيجة اختراقها المنطقة، وذلك بمعزل عن أنقرة. والاحتمال الثالث والأخير هو أن تركيا طلبت من الهيئة نقل الشيشاني الى منطقة يُسهل فيها استهدافه.

والاحتمال الأخير أقرب للمنطق، ميدانياً وسياسياً أيضاً. ميدانياً، ليس استهداف الشيشاني عملاً يتيماً، بل جاء متقارباً زمنياً مع صيد ثمين للقوات الجوية الروسية. وفقاً لتقارير إعلامية موالية، نجحت مقاتلات روسية في تدمير معسكر لمقاتلي “الحزب الإسلامي التركستاني” في بلدة ‎شمشان غرب ‎إدلب، أثناء اجتماع قيادي. التقارير الموالية تحدثت عن سقوط أكثر من 35 قتيلاً “بينهم قياديون”. هل يُعقل أن تُحقق القوات الروسية هذه “النجاحات” خلال فترة أسابيع قليلة فحسب؟

سياسياً، هناك مؤشرات الى تفاهم روسي-تركي أو صفقة بين الجانبين. من جهة، هناك أنباء عن تعاون محتمل مع روسيا في بناء جيل جديد من المقاتلات التركية، وعن نية موسكو تسليم دفعة جديدة من قاذفات “أس 400” للحماية الصاروخية، وهناك قرض مصرفي روسي سخي لبناء مفاعل نووي تركي. ومن جهة ثانية، باعت تركيا مقاتلات من دون طيار لأوكرانيا، وهناك تعاون مع كييف في مواجهة التهديدات الروسية (وفي الوقت ذاته عرض للتوسط). ذلك أن العلاقات الروسية-التركية غالباً على القطعة، وعمادها الصفقات الموضعية. ومسلم الشيشاني هدف ثمين للجانب الروسي، وقد تكون المساعدة في اغتياله، بمثابة هدية أو اثبات حسن نية في التعامل بين الجانبين. وهذا ينسحب بشكل ما على التركستان أيضاً. ما يمنع الجانب التركي من المقايضة بدماء هؤلاء من أجل صفقة أوسع تضمن مصالح أنقرة؟

لا شيء يمنع ذلك. ولماذا أصلاً الحفاظ على هذه التشكيلة الغنية من المقاتلين الأجانب، وتحديداً الشيشان والتركستان، في ظل انخفاض وتيرة القتال، إن لم يكن لفائدتهم السياسية؟ ألا ترى أنقرة دوراً وظيفياً لهؤلاء؟ بالتأكيد ذلك.

والحقيقة أن دور هيئة تحرير الشام وزعيمها الجولاني لم يعد منفصلاً عن السياسة التركية، وهو أداتها الأساسية. وبالتالي قد يؤدي مهاماً وتعليمات من دون علمه بأهدافها، لأن من غير الضروري إعلام الجندي المؤتمر بالهدف الحقيقي من مهمة يُنفذها على أساس أنها عصية على فهمه. أو ربما، قد يصير هذا الجندي نفسه هدفاً لتسهيل صفقة على طاولة مفاوضات الكبار. لكن إلى حين ذلك، سيُصوّب خناجر كثيرة الى ظهور من قاتل الى جانبه لسنوات.

المصدر: موقع المدن

شارك