جسر :خاص
واصل أنصار هيئة تحرير الشام وبعض قادتها الهجوم على الدكتورة علا الشريف، بسبب كشف الأخيرة عن سعيها لإطلاق مشروع (ثوري) وتواصلها مع شخصيات في الداخل والخارج من أجل هذا الهدف.
وكان الهجوم على د. الشريف، واسمها الحقيقي “بتول جندية”، قد بدأ يوم الجمعة الماضي بعد يومين من اعتقال الهيئة الناشط الإعلامي أحمد رحال في إدلب، بتهمة التواصل مع الشريف والعمل ضد تحرير الشام.
ورغم أن القائمة على المشروع بثت تسجيلات تظهر اعتذار الرحال عن الانضمام إليها، إلا أن الهيئة واصلت اعتقاله حيث يؤكد الناشطون أن السبب الحقيقي في القاء القيض على رحال هو قيامه بتصوير القيادي السابق في الهيئة (أبو العبد أشداء) الذي بث أخيراً تسجيلاً مصوراً هاجم فيه قيادة الهيئة واتهمها بالتهاون العسكري والفساد الماضي واتباع أساليب مخابراتية في السيطرة داخل التنظيم وخارجه.
الهجوم على الدكتورة علا بدأه العشرات من أنصار هيئة تحرير الشام على مواقع التواصل الاجتماعي حيث سخر غالبيتهم من أن تقود إمرأة الرجال، بينما تهجم البعض على زوجها واتهموه بالدياثة الفكرية بسبب السماح لزوجته بالتواصل مع الرجال.
أحد أنصار تحرير الشام كتب على قناته في تليغرام: هذا الرجل (زوج د. الشريف) لم يغضب من فعل زوجته بالتواصل مع الرجال على الخاص وفي الغرف المغلقة، وأنها تجمع أشباه الرجال وتحيك معهم المؤامرات..ذكر ديوث فكرياً وإمرأة مسترجلة تقود أشباه الرجال..”.
ناشط آخر من الفاعلين في جيش الهيئة الإلكتروني قال “إمرأة تُقيّم هذا و تستبعدُ ذاك و تُصنّف هذا و تُدخلُ في مشروعها ذاك…ثُمّ يأتي هؤلاء المخذولون الذين تقودهم تلك ليُقيّموا الشيخ الجولاني و رجال هيئة تحرير الشام…هزلت!!!”.
وزير العدل السابق في حكومة الانقاذ التابعة لهيئة تحرير الشام، وأحد أعضاء مجلس الافتاء، قال أيضاً ناقلاً عن أحد المرجعيات السلفية (ولا إغراقَ في الشهوات أكثرُ من تَخلِية السبيل للنساء يخالطن الرجال، ويبدين لهم ما بطن من زينتهن، دون أن تلتهب في نفس أبيها أو أخيها أو زوجها غيرةٌ حامية).
لكن الأشد شراسة في الهجوم على الشريف وفريقها بين قادة تحرير الشام، كان العراقي أبو ماريا القحطاني، الذي نشط بشكل ملحوظ على حساباته في مواقع التواصل، حيث كتب في إحدى المنشورات مستهجناً: بعد أن فشلوا على الأرض ورفضوا أن يكونوا تبعاً لقادة الجهاد فيزيائياً، رضوا أن يولوا أمرهم لامرأة تقودهم افتراضيا ويسلموها عقولهم.
وفي مكان آخر أضاف: لم يرضَ براميل الكذب المنهجي والسياسي أن يقودهم قادة الجهاد، ولكن رضوا أن تقودهم امرأة ..متى تهتز الشوارب !!
وتابع القحطاني التهجم على الشريف ومن معها بالقول ساخراً: كانت غزالة (وهي من نساء الخوارج) تقود الجيوش على الأرض، ولكن اليوم هناك غزالات تقود الرجال افتراضياً وفي الكواليس.
يذكر أن الدكتورة علا الشريف من الناشطين الثوريين في حلب، زوجها عصام الخطيب وهو ناشط أيضاً، إلا أن الاثنين كانا من أشد المدافعين عن هيئة تحرير الشام سابقاً، وخاصة في حملاتها ضد الجيش الحر والفصائل الأخرى.
وقد التحقت الشريف بجامعة إدلب كمدرسة بعد أن كانت تدير معهد رشد في ريف حلب، قبل أن تدخل في خلاف مع الهيئة التي ألقت القبض عليها العام الماضي بأمر من وزير العدل ابراهيم شاشو، الذي كان يحمل نفس فكرها في حلب أيضاً، ثم تم الافراج عنها لتغادر إلى تركيا، حيث بدأت من هناك التواصل مع عدد من القادة والناشطين من أجل تشكيل كيان جديد.
ويقول أنصار هيئة تحرير الشام إن الشريف هي من تقود كلاً من أبو شعيب المصري وأبو اليقظان المصري وأبو العبد أشداء والثلاثة من قيادات الهيئة وانشقوا عنها هذا العام، بالإضافة إلى السعودي عبدالله المحيسني، لكن الشريف أكدت أن هؤلاء جميعاً اعتذروا عن الانضمام لمشروعها.