حنا بطاطو.. حافظ الأسد الفلاح الأول والأخير (2-2)

حنا بطاطو.. حافظ الأسد الفلاح الأول والأخير (2-2)

حنا بطاطو.. حافظ الأسد الفلاح الأول والأخير (2-2)

حنا بطاطو.. حافظ الأسد الفلاح الأول والأخير (2-2)

حنا بطاطو.. حافظ الأسد الفلاح الأول والأخير (2-2)

حنا بطاطو.. حافظ الأسد الفلاح الأول والأخير (2-2)

حنا بطاطو.. حافظ الأسد الفلاح الأول والأخير (2-2)

شارك

حنا بطاطو.. حافظ الأسد الفلاح الأول والأخير (2-2)

حنا بطاطو.. حافظ الأسد الفلاح الأول والأخير (2-2)

جسر: ثقافة:

الشقيقان حافظ ورفعت اﻷسد المسؤولان الرئيسيان عن مجازر الثمانينات/ارشيف اﻻنترنت

يقدم بطاطو رواية متكاملة عن انقلاب حافظ الأسد في 16 تشرين الثاني/أكتوبر 1970، من الألف إلى الياء. وحسب ما جمعه من معلومات وآراء، فإن الأسد تصرف بعد انقلاب 23 شباط/فبراير 1966، وأمامه هدف الوصول إلى الحكم، من خلال العمل على تهميش ما بقي من حزب البعث، وقضم صلاحياته تدريجياً، مقابل تعزيز موقعه في الطيران الحربي والصواريخ والمخابرات. وتظهر دقة حساباته حين رد على قرار مؤتمر الحزب في 13 تشرين الثاني/نوفمبر 1970 باعفاء الأسد من منصبه كوزير للدفاع، والذي حوله إلى خاتمة لصلاح جديد الذي اعتقله الأسد هو وأنصاره، وشكل ذلك انعطافة كبيرة نحو ما يعرف بزمن عبادة الأسد “قائد المسيرة”. وسيمضي المؤتمر القطري الثامن الذي انعقد بعد أقل من سنة على صراع الخلافة مع شقيقه رفعت العام 1985 الى أبعد من ذلك بكثير، ليرفع شعار “قائدنا للأبد الأمين حافظ الأسد”، وساد خطاب الولاء، وتجريم كل من يعترض على ذلك “يشكل انحرافاً خطيراً يرفضه الحزب وترفضه الجماهير”. ويشهد بطاطو أن أهم تطور شهده عهد الأسد، نمو حزب البعث جماهيرياً، حتى وصل في مطلع التسعينات إلى انخراط قرابة 15% من السوريين في عضويته، بما يفوق جماهيرية الحزب الشيوعي السوفياتي في عز شعبيته التي كانت تقدر بمعدل 6%. ويسجل المؤلف هنا ان حافظ الأسد أول حاكم لسوريا من أصول فلاحية، وتنحدر أسرته من سلالة حراث الأرض “إنني أولاً وأخيراً.. فلاح ابن فلاح. إن جلسة بين سنابل القمح وعلى بيادر الزرع تساوي في نظري كل قصور الأرض” (من كلمة في 8 آذار/مارس 1980).

ويدرس بطاطو شخصية الأسد من خلال ثلاث محطات مهمة. الأولى هي حرب حزيران/يونيو 1967، حين كان وزيراً للدفاع، ويسجل عليه إصدار البلاغ الرقم 66 الذي أعلن سقوط القنيطرة في يوم 10 حزيران، في حين أن الاسرائيليين لم يدخلوها بعد، ولم يكونوا في هذا الوارد. حتى أن وزير الدفاع موشيه دايان صرّح: “لم يكن أي جندي اسرائيلي في تلك الساعة على مشارف المدينة”. وكانت الأوامر صدرت من رئيس الأركان، اسحق رابين، بتثبيت الخط عند إنجاز اليوم في الجولان بسبب شراسة المقاومة السورية، لكن بلاغ الأسد الذي خلق بلبلة في الجبهة السورية، أغرى إسرائيل بالتقدم. ويرى بطاطو أن تصرف الأسد غير مفهوم وغير حصيف. والمحطة الثانية هي حرب تشرين الأول/اكتوبر 1973 والتي تغير أداء الأسد خلالها، لكن هناك معطى أساسياً، هو أن الدعم الروسي كان مختلفاً عنه في العام 1967. ومع ذلك لم يتحرر شيء من الأرض التي احتُلت العام 1967، على عكس ما حصل في الجبهة المصرية، حيث تمكن الجيش المصري من استعادة سيناء، ولذلك التف الأسد على الأمر، واكتفى بالتبرير “لم نحرر الأرض لكننا حررنا الإرادة من كل قيد”. وفي المحطة الثالثة، الاجتياح الإسرائيلي للبنان العام 1982، يلاحظ بطاطو أن الأسد مارس ضبط النفس، وكان من حسن حظه أن قائد العملية هو وزير الدفاع ارئيل شارون الذي كان أهوج، ولم يحقق هدف تحطيم المقاومة وطرد سوريا من البقاع، وقاد هذا إلى اسقاط اتفاق 17 أيار لاحقاً، واعتبر إسقاط الاتفاق نصراً سياسياً للأسد. لكن الجو الداخلي السوري كان يخيم عليه كابوس مجزرة حماة، في حين لم يكن الأسد ينظر لغير السلطة بأي ثمن. ويلخص بطاطو فلسفة الأسد بما رواه له حمود الشوفي، الذي كان يمثل سوريا في الأمم المتحدة، وكان قيادياً سابقاً في حزب البعث (أمين عام)، فقال إن الأسد قال له العام 1971 “الناس لهم مطالب اقتصادية في الدرجة الأولى، ونستطيع تلبية تلك المطالب بشكل أو بآخر. وهناك مئة أو مئتان بالأكثر ممن يعملون جدياً بالسياسة او يتخذون منها مهنة لهم”، وخلص الى ان هؤلاء سيكونون ضده مهما فعل، وأن سجن المزة أصلاً مبني من أجل هؤلاء.

وبنى الأسد نظامه على أربعة مستويات. الأول أجهزة الأمن. والثاني التشكيلات المسلحة الخاصة. والثالث حزب البعث. والرابع الحكومة. وكل هذه التكوينات مسؤولة أمامه فقط. ويذهب بطاطو إلى أن الغرائز الأولية تجاه العائلة والعشيرة والطائفة لدى الكثير من العلويين، تركت أثرها في هيكل سلطة الأسد إلى هذا الحد أو ذاك، ويظهر ذلك في 61% ممن انتقاهم الأسد من 31 ضابطاً بين 1971 و1997 ليحتلوا المواقع الرئيسة في القوات المسلحة والتشكيلات العسكرية النخبوية وأجهزة الأمن والاستخبارات. وكان 8 من هؤلاء من عشيرة الأسد (الكلبية)، و4 من عشيرة زوجته (الحدادين)، وكان 7 من هؤلاء الـ12 من الأقرباء المباشرين، شقيقه رفعت، وابن عمته شفيق فياض، وابن عم زوجته عدنان مخلوف. ويشرّح بطاطو هذه الشخصيات تشريحاً دقيقاً يصل الى العودة الى أصولهم البعيدة. فمحمد ناصيف ابن وجيه يعيش على الإتاوات، علي دوبا ابن رجل دين، علي المدني ابن بائع حلويات، عدنان مخلوف ابن وجيه غني مراقب على الفلاحين، ابراهيم الصافي ابن محاصص في الفلاحة، علي حيدر ابن رجل دين، حكمت الشهابي كردي، مصطفى طلاس من أم تركية وجدّته لأبيه شركسية رغم انه يدعي انه من بني عبس وسلالة عنترة بن شداد. ولا يفوت بطاطو أن يحدد أن أدوار طلاس والشهابي كانت مراسيمية لا أكثر. طلاس كما يصفونه “ليس له من دور إلا دور الذيل من الدابة”. أما الشهابي فلم يكن قادراً على تحريك قطعة عسكرية، وكانت المهام الحساسة من اختصاص نائبة العلوي علي أصلان. والأشخاص الأساسيون الذين عملوا تحت إمرة حافظ الأسد، ولعبوا دوراً في تقوية أركان حكمه هم محمد ناصيف، علي دوبا، محمد الخولي، وكلهم علويون وكلهم برتبة لواء.

ويفرد بطاطو قرابة 200 صفحة من الكتاب، لأهم المحطات والتحديات التي واجهت حكم الأسد، ويبدأ من عند المواجهة مع الأخوان المسلمين التي بدأت على شكل مناوشات وعمليات اغتيال في نهايات السبعينات، وتحديداً بعد وفاة مروان حديد في سجن المزة في حزيران 1976، لكن الانعطافة الكبيرة كانت مع مجزرة مدرسة المدفعية التي ارتكبها النقيب إبراهيم اليوسف في حزيران 1979 وراح ضحيتها 80 ضابطاً علوياً. ومن هناك أخذت المواجهة مع الأخوان المسلمين منحى آخر، لتقود إلى سلسلة من المجازر التي ارتكبها النظام، توّجتها مجزرة حماة في شباط/فبراير 1982، والتي أرادها الأسد درساً لكل من يرفع رأسه ويفكر في الحرية “وانتهى النزاع بحمام دم لا نظير له في تاريخ سوريا الحديث”، والتي “تبقى من الناحية الاخلاقية وصمة في سيرته” على حد تعبير بطاطو. اما المحطة الثانية ذات الأهمية الاستراتيجية، فهي الحرب العراقية الإيرانية. ويبين بطاطو، استناداً إلى تقرير داخلي صادر عن حزب البعث في سوريا، أن هدف الأسد من الوقوف إلى جانب إيران هو “إطاحة الزمرة التكريتية التي تخلت عن البعث وخطه القومي”، لكنه ذهب أبعد من ذلك ووصل حد التحالف الاستراتيجي مع إيران من منطلقات طائفية. والمسألة الثالثة هي الصراع مع إسرائيل، ومبدأ التوازن الاستراتيجي الذي ينظر إليه بوصفه هدفاً بعيد المدى ووسيلة لتفادي الاستسلام وضمان الوصول إلى سلام عادل، هو في نهاية الأمر نهائي. والمحطة الثالثة هي العلاقة مع حركة فتح والتي كانت بدايتها باعتقال الأسد قادة حركة فتح، وعلى رأسهم أبو عمار وأبو جهاد، بعد حادثة مقتل الضابط يوسف عرابي العام 1966، والتي وُجّهت فيها التهمة لقيادة فتح. وينقل بطاطو عن أبي إياد، الذي قدم من الكويت للقاء الأسد، إن الكلمات التي وجهها لهم تحمل نبرة عداء “وقد صعقنا خلال الساعات الثلاث التي استغرقها حديثنا معه مقدار الكراهية التي يكنها لأبي عمار. ونعت فتح بأنها منظمة غامضة ضيقة الأفق معظم أعضائها من الأخوان المسلمين والبعثيين المرتدين”. وفي أحداث أيلول 1970 في الأردن، اتخذ الأسد موقفاً صريحاً ضد المقاومة الفلسطينية، واتهم صلاح جديد، الأسد بـ”إجهاض قرار قيادة الحزب لحماية المقاومة”، وأن الأسد كان على اتصال مع وصفي التل، الذي كان مساعد الملك حسين، وطمأنه بأن سلاح الجو السوري لن يتدخل لحماية الفدائيين، رغم أن الأسد أعطى وعداً للفلسطينيين بذلك. 

ويتوقف بطاطو أيضاً عند موقف الأسد في الحرب الأهلية اللبنانية، وكيف أيد المقاومة والحركة الوطنية اللبنانية، في بداية الأحداث، ثم انقلب عليهما، وبعد ذلك اغتيال كمال جنبلاط وتصفية مخيم تل الزعتر. ويرجح أن هذا الموقف نابع من تلبية طلب الحكومة الأميركية في رسالة نقلها اليه سفير أميركا في دمشق، ريتشارد ميرفي، الذي أسرّ لبطاطو أن هدف الولايات المتحدة كان الحيلولة دون وقوع حرب بين سوريا وإسرائيل، ولذلك كان هناك تفاهم على ألا تجتاز القوات الإسرائيلية نهر الليطاني، في حين أن كمال جنبلاط كان على قناعة أن الأسد وقع ضحية لوزير الخارجية هنري كيسنجر الذي استدرجه إلى لبنان، وشاركه في ذلك قادة المقاومة، فأبو اياد صرح “لقد وقع أشقاؤنا السوريون في شرك كيسنجر”، ويستنتج بطاطو من حرب الأسد على المقاومة أنها لم تمنحه أكثر من ميزة تفوق استراتيجي عليها، لكنه لم يسيطر عليها.

أما المحطة الرابعة فهي الغزو الإسرائيلي للبنان العام 1982، ولا يأتي بطاطو بجديد على ما هو معروف من مواقف الأسد الذي لحس وعوده للمقاومة بالدعم، ووقف يتفرج عليها وهي تقاتل وتواجه الحصار وحيدة، رغم أن الإسرائيليين نكثوا بالوعد الذي أعطوه له بأنهم لن يجتازوا الليطاني، ودمروا جزءاً من سلاح الطيران السوري، ولم يردّ الأسد.

ويستنتج بطاطو أن ما هو معروف عن وسائل حافظ أسد أكثر مما هو معروف عن غاياته التي لا تكتشف إلا حين تتحقق. وعلى العموم هو ليس رجلاً إيديولوجياً، بل براغماتياً، وهذا يطرح السؤال هل هو قومي عربي، أم قومي سوري؟ أم أن القومية العربية والسورية مرتبطتان مع بعضهما البعض في فكرة؟ وهل يتمسك بهذه الأفكار أم أنه يستخدمها لأغراض خاصة؟

وفي نهاية الكتاب يخلص بطاطو إلى استنتاجات مهمة:

– لم يشكل الفلاحون جماعة اجتماعية متجانسة أو متماسكة طوال قرون الحكم العثماني، وصولاً إلى الفترات التي تلت الاستقلال مباشرة.

– يختلف فلاحو سوريا عن بعضهم البعض، من حيث التجربة التاريخية والولاء الديني والأفق الاجتماعي والمصالح الاقتصادية.

– أكرم الحوراني، أول زعيم سوري في التاريخ الحديث، ركز على الفلاحين وحياتهم القاسية التي لم يكترث لها أحد، وسعى إلى التواصل معهم على اختلاف هوياتهم وفئاتهم.

– لم يكن حزب البعث في بداياته، أي بين العامين 1943 و1952، حزباً ذا توجه فلاحي، ولم يحظ حراث الأرض بانتباه كبير من حزب البعث، وحتى بعد “وحدته” مع الحزب العربي الاشتراكي بقيادة الحوراني العام 1952.

– رغم اهتمام حافظ الأسد الدائم برغبات الفلاحين، فإنه لاحظ باكراً إن أحدى الطرائق الناجعة للمّ شمل البلد، وضمان استمرار مصلحته، هي بناء الجسور مع التجار ورجال الصناعة، وتأمين مصلحة لهم في نظامه.

أمضى بطاطو سنوات عديدة وهو يعمل على الكتاب، وقام بزيارات طويلة الى سوريا في الأعوام 1980، 1985، 1990، 1992. وصدر الكتاب العام 1999، قبل رحيل المؤلف العام 2000 بوقت قصير. ومن الشخصيات التي قابلها من أجل هذا الكتاب: أكرم الحوراني، ابراهيم ماخوس، سامي الجندي، جلال السيد، عبد الحميد السراج، انطوان مقدسي، زكي الارسوزي، ميشيل عفلق، صلاح الدين البيطار، وهيب الغانم.

ويبقى أن بطاطو أهدى العمل الموسوعي إلى الشعب السوري. وذلك يعبّر عن نبل كبير وحب لهذا الشعب، يتجلى في كل تفصيل من تفاصيل الكتاب الذي أخذ منه آخر أعوام حياته. لكن هذا لا يعفي العمل الجبار من بعض الملاحظات. أولها أن الجزيرة السورية لا تحظى بالاهتمام نفسه الذي أعطاه بطاطو لبقية المناطق ذات الطابع الفلاحي، مثل حوران وأرياف حلب وحماة وغوطة دمشق، مع أن الجزيرة تشكل ثلثي المساحة المزروعة في سوريا، وكان يمكن لبطاطو أن يجيب عن أسباب إهمال هذه المنطقة بعد الاستقلال، وطيلة الحكومات المتعاقبة بما فيها حكم الأسد ونجله. وثاني الملاحظات، أهمل بطاطو تناول شخصيات ذات تأثير في تاريخ الجزيرة السياسي، من بين الوجهاء الزراعيين الكبار وشيوخ العشائر، مثل عبد العزيز المسلط شيخ مشائخ الجبور، والسيد حمود العلي الخليف من مشايخ الشيخ عيسى والنوامس، وخصوصاً السيد احمد النامس وسلمان النامس ودهام الهادي أحد مشايخ شمر. وهؤلاء كانوا من الملاك الكبار والمتوسطين والذين لعبوا دوراً أساسياً في تطوير البنى التحتية، ومنهم من وصل إلى أول برلمان بعد الاستقلال مثل عبد العزيز المسلط، ومنهم من أدخل تحديثاً كبيراً على أساليب الزراعة مثل سيد حمود العلي الخليف، على نهر الخابور ومد مياه الخابور الى الصحراء من أجل زراعة القطن. والملاحظة الثالثة، أنه أسقط عائلات كبيرة، مثل أصفر ونجار ومرشو، لعبت الدور الرئيسي في إدخال الماكينة الى الزراعة، في الجزيرة مثل أول جرار أميركي كاتربيلر، وأول حصادة أميركية جوندر في الثلاثينات. أما الملاحظة الرابعة فتتعلق بأدوار بعض الشخصيات البعثية التي لعبت دوراً في حياة حزب البعث والحكم في سوريا، وكانت حاضرة في التجربة ولم يمر على ذكرها حتى مرة واحدة، مثل نور الدين الأتاسي ويوسف زعين (ورد ذكره مرة واحدة في الكتاب ص354 حين تكلم المؤلف عن حضور البعث في دير الزور) ومحمد عيد عشاوي ومصلح سالم ومهيدي الحسيني وياسين الحافظ. والملاحظة الأخيرة هي إن عدم تسليط بطاطو الضوء على فلاحي الجزيرة، قد يكون نابعاً من عدم اهتمام الأحزاب السياسية والحكومات بهذه المنطقة الشاسعة، التي تشكل أكثر من ثلث مساحة سوريا، وهي منطقة فلاحية بامتياز. لكن، مهما يكن من أمر، فإن الكتاب يشكل مرجعاً شاملاً على مستويات سياسية واجتماعية، لأكبر مساحة من الجغرافيا السورية التي تحركت كثيراً خلال القرن العشرين.

___________________________________________________________________________________

*نشر في المدن اﻻثنين 1 حزيران/يونيو 2020، للقراءة في المصدر اضغط هنا

شارك